أكد مشاركون في الطبعة الرابعة للملتقى الدولي حول الشهيد أحمد رضا حوحو، (1910-1956)، اليوم الاثنين، بقسنطينة على ضرورة كتابة تاريخ الأدباء الشهداء خلال الثورة التحريرية المجيدة من أجل تعريف الأجيال الصاعدة بالدور الهام، الذي أداه أولئك الأدباء إبان الثورة الجزائرية.
أكّدت“أميرة دليو، مديرة دار الثقافة مالك حداد، أنّ الأديب رضا حوحو، صاحب حبر اختصر حبّ الحزائر في أعماله، قبل أن يكون شهيدا للقلم أثناء الثورة الجزائرية، وأشارت إلى أنّ استحضار ذكراه واجب وطني يأتي تزامنا وذكرى 11 ديسمبر التي تعتبر صفحة من صفحات تاريخ الجزائر، الذي اتّسم بالإبادة الجماعية والتهجير والتعذيب الوحشي للمجاهدين واستشهاد عدد رهيب من الجزائريين وهو ما يحصل اليوم في غزّة، تقول المتحدّثة.
أوضحت البروفيسور في التاريخ، ليلى لعوير، أستاذة بكلية الآداب والحضارة الإسلامية بجامعة الأمير عبد القادر، للعلوم الإسلامية ، بأن كتابة تاريخ أولئك الأدباء الشهداء تشكل مصدر إلهام لاسيما بالنسبة للأجيال الشابة المدعوة إلى رفع تحدي بناء الأمة وفقا لرسائل الأدباء الشهداء.
وأضافت الباحثة، بأن كتابة تاريخ شهداء ثورة نوفمبر 1954 المجيدة ستمكن من تسليط الضوء على التضحيات الجسيمة للشهداء في مواجهة المحتل الفرنسي.
وأبرزت أنّ الشهيد رضا حوحو، يعدّ نموذجا جزائريا عربيا في تصدير رموز الكفاح وتحريك الثورة، وهو ما ظهر من خلال أدب المقاومة الذي تناوله في الخطاب النقدي وأدب الحرب والثورة والدعوة إلى محاربة الاستعمار.
وقالت إنّه صنّف كواحد من أدباء النضال الجزائري وأدب المقاومة في نشاطه الإبداعي لتناوله أشكال العنف في طمس الهوية الجزائرية، إضافة إلى مشاكل المجتمع الجزائري وقراءة نفسية له بأدب ساخر بثقافته العربية الإسلامية وحتى الحركة الفكرية الأوروبية التي شكّلت فكرا تحرّريا خالصا ترجمه في القصة والرواية”.
من جهته أفاد الشاعر الفلسطيني حسين أبو النجا، الذي يشغل أيضا منصب رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيينفي مداخلة بعنوان “الأدب الفلسطيني والمقاومة”، بأن هذا الملتقى يشكل فرصة لتسليط الضوء على أهمية ترسيخ التاريخ الثوري ضد المحتل في نفوس الأجيال الشابة، وأشار إلى أنّ أدب المقاومة الفلسطيني قويّ ولا يحتاج إلى شروحات، كما أنّه معروف منذ بدايات القرن الحالي، أين أصبح عامل الرعاية والاهتمام بالآداب في هذه الظروف مضاعفا تتطلّبه المقاومة حتى في جانبها الفنّي”، واعتبر القصيدة شكلا من أشكال المقاومة لاستمرار الحياة مع العدوان، الذي يعتبره جميع الفلسطينيين سيف عابر، سرعان ما يمرّ وتبقى الأرض لأهلها.
وفي كلمته الافتتاحية، تحدث الملحق بديوان الولاية، مصعب تقي الدين بن عمار، ممثلا عن الوالي عبد الخالق صيودة، عن المسار الأدبي والنضالي للشهيد الأديب أحمد رضا حوحو، ومساره خلال ثورة التحرير الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي.
ناقش مشاركون جزائريون وتونسيون وفلسطينيون خلال هذا الملتقى مسار ذلك الروائي والمسرحي والشاعر والمناضل من أجل القضية الوطنية، الذي أعدمه جيش الاستعمار في 1956، بسبب أفكاره وكتاباته الداعية للاستقلال.
ولد أحمد رضا حوحو، في 1910 بسيدي عقبة (بسكرة)، يعتبر أول من كتب نصا روائيا جزائريا باللغة العربية في 1947، اقتبس نصوص مسرحية عديدة.
وبذات المناسبة ترحمت السلطات المحلية المدنية والعسكرية، وعدد من المجاهدين بمقبرة الشهداء الواقعة بالكيلومتر السابع على أرواح الشهداء الطاهرة.
على هامش الملتقى، نظم معرض لصور الشهداء والملصقات التاريخية حول الثورة الجزائرية من بينها مظاهرات 11 ديسمبر 1960.
وتجدر الإشارة، نظم هذا الملتقى الدولي، الذي حمل شعار ” الثورة تاريخ والأدب مقاومة”، بدار الثقافة مالك حداد، في إطار تخليد الذكرى الـ63 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960، بمشاركة باحثين من تونس وفلسطين.