شكلت مظاهرات الـ11 ديسمبر 1960، استنكار العديد من دول الجوار والدول العربية، الذين عبروا عن دعمهم المطلق لإنتفاضة الجزائريين ضد الألة الإستعمارية الجهنمية، التي واجهتهم بالقمع والقتل والتعذيب، وأدانت المنظمات والأحزاب العربية المجازر الوحشية، التي يرتكبها جيش الإحتلال ضد المدنيين العزل.
عبر التونسيون وعلى غرار العديد من الشعوب العربية عن دعمهم المطلق للجزائريين في مواجهة آلة القمع والقتل الفرنسية، حيث زار كاتب الدولة للرئاسة التونسية والدفاع الوطني الباهي الأدغم، وكاتب الدولة للشؤون الخارجية الدكتور الصادق المقدم، يوم 13ديسمبر 1960، فرحات عباس، في مكتبه بالعاصمة التونسية للتعبير له عن تضامن بلاده المطلق والمستمر مع الجزائر حكومة وشعبا بعد الأحداث الأليمة، التي شهدتها البلاد.
واستدعت الحكومة التونسية القائم بأعمال السفارة الفرنسية بتونس لإبلاغه احتجاج واستياء تونس الشديدين، مما أقدمت عليه السلطات الفرنسية بالجزائر ضد الأبرياء ومحذرة إياها من العواقب الوخيمة، التي قد تنجر عن تمادي حكام فرنسا في قتل وقمع الجزائريين دون وجه حق.
من جهتها أدانت المنظمات والأحزاب القومية التونسية بشدة الممارسات القمعية الفرنسية بحق الأبرياء بالجزائر، حيث اجتمعت بدعوة من الحزب الدستوري التونسي لمناقشة المستجدات في الجزائر، وجددوا تضامنهم الكامل مع اشقائهم الجزائريين المدافعين عن كرامتهم وسيادة بلدهم.
واستنكروا التواطؤ المفضوح مع هؤلاء من طرف الجيش الاستعماري الفرنسي ، وارسل الإتحاد العام التونسي للشغل الى الجنرال ديغول، معبرا له عن احتجاجه على تنفيذ أحكام الإعدام والإنتهاكات، التي ينفذها الجيش الفرنسي بالجزائر.
وعبر الاساتذة والمدرسون التونسيون عن احتجاجهم على الممارسات القمعية الفرنسية بالجزائر، وذلك في برقية وجهوها الى الجنرال ديغول، مطالبين الأمم المتحدة بلعب دورها المنوط بها بالتدخل السريع لوضع حد للمجازر الوحشية التي يرتكبها العساكر الفرنسيون بحق الأبرياء بالجزائر، داعيين إياها إلى إرسال لجنة لتقصي الحقائق واتخاذ الاجراءات المناسبة.
وبدورها لم تفوت المراة التونسية الفرصة لتعبر هي الاخرى عن تضامنها الدائم مع اخوانها في الجزائر جراء ما يواجهونه من ظلم وقهر الفرنسيين، حيث وجه الإتحاد النسائي التونسي برقيات الى مختلف الاتحادات النسائية في العالم يحثهم فيها على دعم الشعب الجزائري الأعزل، الذي يرزح تحت وطأة المستعمر الفرنسي.
ووجهت حصة المرأة بالاذاعة التونسية نداء عاجلا الى البرامج النسائية بإذاعات العالم ونساء العالم واصحاب الضمائر الحية، تناشدهم فيها مطالبة حكوماتهم ببذل ما بوسعهم لإنهاء الحرب المدمرة، التي تقودها فرنسا بالجزائر ، بما يكفل للجزائريين تحقيق استقلالهم.
استنكر الليبيون حكومة وشعبا ما أقدمت عليه سلطات الإحتلال الفرنسي بقمع المتظاهرين الجزائريين العزل، وارسلت بيانا شديد اللهجة الى السفير الفرنسي جاء مكملا لخطاب رئيس الوزراء الليبي، الذي حذر فيه السلطات الإستعمارية الفرنسية من مغبة تماديها في العناد وسياسة صم الاذان عن المطالب المشروعة للجزائريين.
ودعا وزير الخارجية الليبي سفراء الدول الغربية بليبيا لإجتماع أطلعهم فيه على خطورة ما أقدمت عليه فرنسا بالجزائر، أبرز لهم فيها ان هذه التطورات ستزيد لا محالة في إصرار الليبيين على دعم إخوانهم الجزائريين بشتى السبل ومنها مقاطعة فرنسا إقتصاديا.
وفي هذا الصدد، يذكر فاتح بوفروك، استاذ التاريخ وعلم الآثار بجامعة باجي مختار بعنابة، ما كتبته جريدة المجاهد في عددها 86 ليوم 2جانفي 1961، في صفحتها الأولى مقالا بعنوان “العمال الليبيون يشرعون في مقاطعة فرنسا”، حيث قرر العمال ان لا يفرغوا البواخر والطائرات الفرنسية والأجنبية، التي تحمل بضائع فرنسية، وقد تشكلت لجنة خاصة بالمقاطعة في جميع ولايات ليبيا تسهر على تنفيذ مقررات المقاطعة.
وموازاة مع ذلك شنت حملة واسعة في المساجد والنوادي والإذاعة وغيرها لتحريض الشعب على المقاطعة، كما تشكلت لجنة من اعضاء مجلس النواب تنوي زيارة مختلف الهيئات والمنظمات الشعبية في البلاد العربية لتأليبها على الشروع في المقاطعة.
وخرجت مظاهرات شعبية يومي 17و18ديسمبر 1960، شاركت فيها جميع فئات الشعب بما فيها الفتيات والنسوة.
وشهدت مصر فعاليات كبيرة داعمة للجزائريين ضد الهجمة الإستعمارية الوحشية التي استهدفته، وحسب جريدة المجاهد، ان الأسبوع الموالي لأحداث ديسمبر بالجزائر كان مكتظا بمختلف الأنشطة الداعمة لكفاح الجزائريين.
وهذا حسب ما تؤكده مصادر تاريخية منهم المؤرخ الكبير المرحوم أبو القاسم سعد الله، الذي كان شاهدا على ذلك عندما كان طالبا بالقاهرة.
وعن ردود الفعل الرسمية، فقد ارسل الرئيس المصري جمال عبد الناصر، برقية ضمنها تأييد الجمهورية العربية المتحدة التام والمطلق لكفاح الجزائريين.
وحسب ما ورد في جريدة المجاهد ليوم 19ديسمبر 1960، فقد عقد مجلس الأمة وأعضاء لجنة الشؤون العربية التابعة له برئاسة أنور السادات، اجتماعا ناقش فيه التطورات الحاصلة بالجزائر، وقد قرر المجتمعون مطالبة المجالس النيابية والحكومات في جميع الأقطار العربية بقطع جميع العلاقات مع فرنسا وتأميم ممتلكاتها وتعزيز الدعم والمساعدة لجيش التحرير الوطني في الجزائر، لاسيما ما تعلق بالمال والسلاح والمتطوعين، وتصفية الأقطار العربية من القواعد العسكرية الأجنبية.
وللإسراع في تجسيد هذه القرارات قرر المجتمعون أيضا إرسال وفد برلماني إلى مختلف الأقطار العربية لحثها على تطبيق هذه القرارات على وجه السرعة.
صلاة الغائب على أرواح الشهداء بالجزائر
ويؤكد الباحث، أنه في خطوة جريئة أصدر شيخ الأزهر، نداء إلى العالم الحر طالب فيه الرأي العام العالمي بالتدخل من أجل المحافظة على ما بقي من حقوق الإنسان في الجزائر، على حد تعبيره، وقد أدى ممثلو الأقطار الاسلامية بمصر صلاة الغائب على أرواح الشهداء بالجزائر، وألقيت خطب تشهر بهمجية ووحشية المستعمرين الفرنسيين.
وعرفت شوارع القاهرة مظاهرات حاشدة داعمة للجزائريين ومنددة بالإعتداءات الهمجية الفرنسية بحق المتظاهربن السلميين بالجزائر، فقد تحولت ساحة الجمهورية إلى اجتماع كبير ضم عديد الفعاليات وحضرتها شخصيات كثيرة على غرار كمال الدين حسين، الذي شن هجوما لاذعا على فرنسا وسياساتها بالجزائر.
ونظمت مظاهرة نسائية أخرى بساحة الجمهورية شارك فيها الإتحاد النسائي العربي ومنظمات الفتوة العربية ومندوبة عن الإتحاد النسائي الجزائري، وايضا مندوبات عن مختلف اتحادات إفريقيا واسيا.
أول درس لكفاح الجزائريين بالمدارس المصرية
وارتأت السلطات المصرية ان يكون أول درس في جميع الكليات والمدارس الثانوية والإبتدائية يوم السبت 17 ديسمبر 1960، مخصصا لكفاح الجزائريين وكان الإتحاد القومي قد عقد اجتماعا كبيرا في ساحة الجمهورية تبنى على إثره المجتمعون جملة من القرارات.
أهمها تأبيد كفاح الجزائريين بدون قيد أو شرط، التشهير بالمجازر، التي قام بها المستعمرون الفرنسيون ضد الجزائري المناضل، المناداة بأن تساند الجمهورية العربية المتحدة كفاح الجزائريين حتى الإستقلال، مطالبة الامم المتحدة بالإعراب عن وجودها إزاء الجرائم، التي ترتكبها فرنسا ضد حقوق الإنسان في الجزائر، حث شعوب أسيا وافريقيا حكوماتها على الإعتراف بالحكومة الجزائرية، ومدها بجميع المساعدات وتسجيل المسؤولية في هذه المجازر على دول الحلف الاطلسي.
ومطالبة رجال الفكر في جميع أنحاء العالم بالإعلان عن استنكارهم للتوحش الفرنسي ضد الجزائريين، مطالبة البابا ورؤساء جميع الأديان بالتدخل لدى فرنسا لايقاف مجازرها الوحشية بالجزائر، ومطالبة الشباب العربي والإفريقي والشباب الحر في العالم كله لتنظيم اعاناتهم للجزائريين ولجبش التحرير الوطني.
وأيضا مطالبة جميع الحكومات العربية و الأفريقية وكل الدول المؤمنة بالقيم الإنسانية بالعمل على الدفاع عن حقوق الجزائريين، وبتسهيل مهمة المتطوعين الراغبين في الكفاح مع الشعب الجزائري المجاهد.
مخازن الجيش السوري لتمويل جيش التحرير الوطني بالسلاح
سوريا بدورها شهدت احتجاجات ردا على العدوان الفرنسي على الابرياء في الجزائر، وقد شاركت فيها مختلف الشرائح الاجتماعية، ويجمع الكثير من المؤرخين على ان سوريا كانت من أبرز الدول العربية الداعمة للثورة الجزائرية بشتى الوسائل المتاحة، بجمع الأموال في إطار ما يسمى أسبوع الجزائر لفائدة الثورة الجزائرية.
وفتحت مخازن الجيش السوري لتمويل جيش التحرير الوطني بالسلاح وارسال المتطوعين السوريين إلى الجزائر، اضافة إلى استقبال الطلبة والديلوماسيين الجزائريين وتقديم لهم كل التسهيلات لضمان أداء مهمتهم على أكمل وجه والدعم السياسي والدبلوماسي، الذي لم يتوقف طيلة سنوات الثورة، حسب ما أكدته المرحومة مريم الصغير، في كتابها “مواقف الدول العربية من القضية الجزائرية 1954-1962،
بعث طلاب المعاهد العلمية وأساتذتهم ونقابات النقل والطاقة الكهربائية، في مدينتي دمشق وحمص، برقيات احتجاج إلى منظمة الامم المتحدة تناشدها فيها بالتدخل قصد وضع حد لما أسموه حرب الإبادة في الجزائر، ونظم الطلاب والاساتذة في مختلف المدن السورية مظاهرات شعبية كبيرة طالب من خلالها المشاركون حكومات الدول العربية بقطع علاقاتها مع فرنسا وبأن تضع هذه الحكومات جميع وسائل الإعانة المادية والسياسية تحت تصرف الجزائريين.
ونظم الطلاب العرب في دمشق وحلب، مظاهرات واضرابات واسعة معلنين تأييدهم لنضال الجزائريين وتنديدهم بالمجازر، التي اقترفها الجيش الفرنسي بالجزائر، وأعلن المحامون في كل أنحاء الجمهورية العربية تعطيل أعمالهم لمدة يوم كامل تضامنا مع الجزائر.
وعبرت الجماهير العراقية عن سخطها ورفضها للإعتداءات البربرية، التي طالت المتظاهربن العزل في الجزائر، وخرجت حشود ضخمة عشية الثلاثاء 20ديسمبر 1960، شارك فيها عشرات الالاف من العمال والطلاب والنساء مخترقة شارع الرشيد، وسط بغداد وهي تلوح بالأعلام الجزائرية.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها شعارات تمجد كفاح الجزائريين مثل “الخلود لشهداء الجزائر”، “تسقط الكتلة الأطلسية وعلى رأسها أمريكا”، “نطالب الحكومات العربية بمقاطعة فرنسا”، “تأميم حصة فرنسا من النفط العراقي”، “تسقط أمريكا وفرنسا وانجلترا”.
اتخذت قرارات جاء فيها:”نحن جماهير بغداد من العمال والطلبة والشبيبة والنساء والمثقفين من مختلف الإتجاهات السياسية في ساحة وزارة الدفاع نعلن بالإجماع عن استنكار بشدة هذه المذابح الوحشية ضد الجزائريين، نشهر بالحرب الإستعمارية، التي تدعمها كتلة الحلف الاطلسي وعلى رأسها الأمم المتحدة وبأعمال التنكيل والإرهاب وأحكام الإعدام وأساليب التعذيب الممارسة ضد الجزائريين، ندعو الحكومة العراقية إلى تأميم حصة فرنسا من النفط العراقي ، نحيي بإخلاص تضامن الكتلة الأسيوية الأفريقية والصين والإتحاد السوفياتي والاحرار من الشعب الفرنسي في الجزائر “.
وارسلت كل من رابطة الطلية العرب في اسطنبول، جمعية الاداب الاسلامية في بغداد، رابطة المرأة العراقية، اتحاد الطلبة في كلية الطب البيطري، الاتحاد العام لنقابات العمال في العراق، الطلبة العراقيين في بريطانيا، نقابة المهندسيين ونقابة المحامين العراقيين برقية إلى هامرشولد، تحتج فيها على المذابح الوحشية التي ترتكبها فرنسا في الجزائر.
مليوني دينار من الحكومة العراقية للثورة الجزائرية
وتواصلت مطالبات مختلف الهيئات العراقية لحكومة بلادها بضرورة القيام برد مؤلم لفرنسا بالتعرض لإقتصادها بالدرجة الأولى، ولم يتأخر رئيس الحكومة العراقية عبد الكريم قاسم، في تنفيذ التزامات بلاده تجاه الجزائر، لاسيما ما تعلق بالشق المالي، فقد كان بلده من الأوائل، الذين دفعوا حصتهم من ميزانية الجزائر التي أقرتها جامعة الدول العربية خصصت سنة 1959 مبلغ مليوني دينار لفائدة الجزائر، حسب ما يؤكده بشير سعدوني.
ارسل رؤساء والملوك العرب برقيات للحكومة المؤقتة الجزائرية، يعبرون فيها عن تضامنهم الكبير مع الجزائر المناضلة، و ارسل الأمين العام لجامعة الدول العربية نداء إلى هيئة الامم المتحدة يطالبها باتخاء التدابير العاجلة، التي تسمح بوقف المجازر الهمجية الفرنسية في الجزائر.
اصداء المظاهرات في مختلف ارجاء العالم
خرجت مظاهرة حاشدة في مدينة اسطنبول، شارك فيها الالاف من الطلبة حاملين لافتات كتبت عليها عبارات التعاطف والدعم للجزائريين، واستنكار جرائم فرنسا وتوجهت الجماهير إلى تمثال مصطفى كمال أتاتورك، أين وضعوا باقة من الزهور تحية واجلال للطلبة الجزائريين، الذين استشهدوا في مظاهرات شهر ديسمبر، بعدها توجهوا إلى القنصلية الفرنسية معبرين عن رفضهم المطلق لجرائم الإستعمار الفرنسي في الجزائر.
وشهدت مدينة أزمير، مظاهرة شعبية نادى فيها المتظاهرون بتحرير الجزائر وحاولوا تمزيق العلم الفرنسي، الذي كان يعتلي المبنى العام للقوات البرية التابعة للحلف الأطلسي، حسب ما تؤكده مصادر تاريخية.
واستنكرت مختلف المحطات الإذاعية والصحف الروسية جرائم الإستعمار الفرنسي، حيث أذاعت وكالة تاس الروسية، بيانا خاصا عن الحوادث أكدت من خلاله تأكيد الحكومة السوفياتية وإيمانها بأن هذه الجرائم الوحشية، التي ما فتئ الإستعمار الفرنسي يرتكبها في الجزائر تؤكد لا محالة إفلاس هذا المستعمر وقرب نهايتها. ومؤكدة على انتصار الجزائريين أدنى من التجسيد على أرض الواقع وذلك بفضل تأييد الشعوب والدول المحبة للسلام.
ناشد الحقوقيون والمحامون السوفيات، محامي بلدان العالم ان يرفعوا صوتهم للإحتجاج على ما وصفوه بالإنتهاك الفظيغ لميثاق حقوق الإنسان في الجزائر ، وقد اعتبر البيان الأعمال الإجرامية، التي يرتكبها المستعمر الفرنسي في الجزائر تشكل تناقضا صارخا لمعايير القانون الدولي.
وأكد منح الإستقلال إلى الشعوب المستعمرة.
وادانت الحكومة الصينية المجازر وعبرت عن ذلك في بلاغ رسمي أصدرته جاء فيه: ” في 11ديسمبر قتل الجيش والبوليس الفرنسي عددا من الجزائريين، الذين يكافحون كفاحا بطوليا ضد السيطرة الإستعمارية الفرنسية وان هذه الجرائم الوحشية، التي يقدمها الإستعماريون الفرنسيون بتقتيل وتعذيب واضطهاد الشعب الجزائري هي أكبر دليل على إفلاس برامج ديغول”.
برقية تأييد وتضامن من الحكومة الصينية
ويضيف البلاغ:” ان الحكومة والشعب الصيني يستنكران بكل قوة هذه الجرائم، ويوجهان نداء إلى كل البلاد الإفريقية والاسيوية وإلى كل البلدان والشعوب المحبة للسلم في العالم من أجل تأييد الكفاح البطولي المقدس، الذي يخوضه الجزائريون بقيادة حكومتهم الوطنية”، وارسل شوان لاي، رئيس الحكومة الصينية برقية تأييد وتضامن إلى الرئيس فرحات عباس.
وادانت الهند بشدة الإستعمال المفرط للقوة من طرف المستعمر الفرنسي ضد المتظاهرين الجزائريين العزل، وأعلن رئيس الحكومة الهندية جواهر لال نهرو، في الندوة الصحفية التي عقدها يوم 25ديسمبر 1960، عن تأييده لكفاح الجزائريين واستنكاره لحرب الإبادة الإستعمارية المسلطة عليه، واكد أنه بعد سنوات طويلة من الحرب لن يكون بعد الآن حل للقضية الجزائرية ممكنا إلا عن طريق استقلال الجزائر.
ولم تتأخر يوغسلافيا، عن اعلان دعمها للجزائريين في محنتهم وأدانت التصرفات الفرنسية الهمجية، حيث خصصت وسائل الاعلام اليوغسلافية ممثلة في الاذاعة والصحف برامج خاصة عن حوادث الجزائر.
ودعت الحكومة اليوغسلافية هي الأخرى الامم المتحدة لتحمل مسؤولياتها اتجاه شعب الجزائر وذلك بالتدخل العاجل عبر تنظيم مراقبة استفتاء الشعب الجزائري في حق تقرير مصيره، وارسل الماريشال جوزيف بروز تيتو، برقية تأييد ومؤازرة إلى الحكومة الجزائرية ورئيسها فرحات عباس.
أعلن الطلية الجزائريون بفرنسا عن اضراب لايام من 19الى 20ديسمبر 1960، حدادا على ارواح الشهداء وتضامنا مع شعبهم واذاعت الرابطة العامة لطلاب جامعة غرونوبل، فرع الإتحاد الوطني للطلاب الفرنسيين بيانا أكدت فيه على ضرورة الحل السلمي للقضية الجزائرية عبر مبدأ تقرير المصير.