نشّط نخبة من الأساتذة المختصين في التاريخ، فعاليات يوم دراسي حول مساهمات “الشعر الشعبي في الثورة التحريرية المباركة”، المنظم من طرف مديرية الثقافة لمعسكر، على مستوى المكتبة العمومية للمطالعة الشهيد ابراهيم عبد القادر بالمحمدية، بمناسبة يوم الشهيد.
سلّط أستاذ التاريخ شهلال خالد ياسين، الضوء، على مساهمات شعر الثورة في شحذ همم المجاهدين والتدوين لملحمات تاريخية.
وأوضح المحاضر، أن الشعر الشعبي من الروافد الثقافية للتراث الجزائري، الذي رافق نضالات الجزائريين، منذ مرحلة المقاومات الشعبية إلى التحرير، عبورا بالثورة التحريرية التي شهدت حراكا ثقافيا كبيرا في شتى أشكال الثقافة وأجناس الشعر والأدب.
وأعطى الأستاذ شهلال خالد ياسين، نماذج عن الشعر الشعبي، الذي أدى وظائف خلال فترة المقاومات الشعبية والثورة التحريرية، حيث تخطّت القصيدة الثورية ـ حسبه ـ مجال التعبير عن ظروف معينة، إلى أن تحولت إلى قصص سردية بتفاصيل دقيقة، تؤرخ لأحداث عظيمة، وحتى أنها قصائد تحمل الكثير من المعاني والكلمات المشفرة، التي تعتبر أحد وسائل الاتصال والتواصل بين المدنيين والثوار.
تخلّل اليوم الدراسي، إلقاءات شعرية نموذجية، لقصائد ثورية من تاريخنا الثوري المجيد، تحكي ملحمات ما زالت عالقة في الذاكرة الشعبية، على غرار مرثية الشهيد بوزيان القلعي، وانتفاضة بني شقران في منطقة المحمدية، التي تعتبر واحدة من الروايات الشعرية الشفوية، التي تؤرخ لاستمرارية الثورات التي عرفتها الجزائر بشكل عام ومنطقة غرب الجزائر بشكل خاص.
واجمع متدخلون، على الدور البارز الذي أداه الشعر الشعبي، إعلاميا، للتعريف بنضالات الثوار ومتابعة أخبارها، نظرا لغیاب وسائل الاتصال والإعلام وقتها، كما اعتمد عليه في التوثيق للأحداث التاريخية، ما يعطيه وسم المقاومة الفكرية، التي واجهت محاولات طمس الهوية الوطنية.