عرض سهرة أمس الاثنين بالجزائر العاصمة، الفيلم الروائي الطويل “العربي بن مهيدي” للمخرج بشير درايس، بحضور وزيري المجاهدين والثقافة.
يتناول المسار النضالي للشهيد والبطل الرمز العربي بن مهيدي (1923- 1957) في سبيل استقلال الجزائر.
في هذا الصدد، قال وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، “أن الفيلم تعلق بعملاق من عمالقة الثورة التحريرية المباركة، وهو عمل سينمائي تاريخي، يدخل ضمن برامج إحياء الذاكرة الوطنية”.
وأضاف ربيقة، أن الفيلم يخص جانبا من جوانب هذه الشخصية الفذة، التي لا يمكن أن نلم بكل تفاصيلها، لكونها شخصية متعددة الرؤى ومتعددة الأبعاد”.
وأبرز الوزير أن هذا العمل بمثابة “رؤية من زاوية سينمائية، ويمكن إنجاز أعمال أخرى حوله لإعلاء صورة هذا الشهيد الفذ وصورة غيره من الشهداء الأفذاذ”، وأشار إلى أن إنجاز هذا الفيلم يدخل في سياق “تجسيد وتنفيذ توصيات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مجال الحفاظ على ذاكرتنا الوطنية”.
ومن ناحيته، قال درايس أن الفيلم “يذكر بالاستعمار الفرنسي للجزائر وباضطهاده للمدنيين العزل”، مشبها هذا الاضطهاد بما يحدث للفلسطينيين اليوم، وأضاف أن “السينمائي ليس مؤرخا” وأن “أصحاب الفضل في هذا العمل هم الممثلين والتقنيين وكاتب السيناريو وكل من شارك فيه”، آملا في أن يوزع تجاريا “قريبا” عبر قاعات السينما في الجزائر وخارجها.
وقال خالد بن عيسى، أن تقمص دور بن مهيدي “أشعره بالخوف في بادئ الأمر، نظرا لثقل وحجم شخصية الشهيد بن مهيدي”، وأشار إلى أن الدور “أثر فيه مهنيا وشخصيا”، وقد كان بمثابة “فرصة فريدة في مشواره اغتنمها إلى أقصى درجة”.
وأما شقيقة الشهيد، ظريفة بن مهيدي، فقد أعربت عن سعادتها بهذا العرض و”التجاوب الكبير للحضور معه”، واعتبرت أن “الشعب الجزائري يكن حبا كبيرا للعربي بن مهيدي”، ولافتة إلى أن “أكثر ما أثر فيها خلال العرض تلك المشاهد التي كانت تجمعه بأخيه محمد الطاهر”.
وتجدر الإشارة أنتج العمل بالشراكة بين كل من وزارة الثقافة والفنون ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق، ومؤسسة “أفلام المنبع” وبمشاركة المركز الجزائري لتطوير السينما، وقد عرض والجزائر تحيي الذكرى السنوية لاستشهاد العربي بن مهيدي.
وحضر عرض الفيلم، الذي احتضنته أوبرا الجزائر “بوعلام بسايح”، رئيس مجلس الأمة، صالح قوجيل، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالتربية والتعليم العالي والتكوين المهني والثقافة، محمد صغير سعداوي، ووزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ابراهيم مراد، ووزيرة الثقافة والفنون، صورية مولوجي، ووزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، وأعضاء من الحكومة، وأعضاء من البرلمان بغرفتيه، وشقيقة الشهيد، ظريفة بن مهيدي، ومجاهدين وفنانين وطاقم الفيلم.
ويتناول هذا العمل التاريخي، في ساعة و55 دقيقة، المسار الحياتي والنضالي الحافل للعربي بن مهيدي، منذ طفولته بدوار (قرية) الكواهي بعين مليلة وإلى غاية استشهاده، مسلطا الضوء على أهم المحطات التي عرفتها الثورة التاريخية وكبار رموزها، ومقدما من خلالها نظرة شاملة عن هذه الثورة من وجهة نظر خاصة بالفيلم.
وكانت البداية بمشهد تمثيلي يبرز شنق بن مهيدي، في مركز تعذيب من طرف السفاح الفرنسي مارسيل بيجار، قبل أن يعود العمل بالمشاهدين وعبر تقنية “الفلاش باك” إلى مختلف أحداثه بداية بطفولة بن مهيدي، الذي كان من صغره ناقما على الاستعمار بسبب تسلطه على الجزائريين.
وتتوالى الأحداث تباعا إذ يكبر بن مهيدي، وينضم لحزب الشعب ويشارك أيضا في مظاهرات 8 ماي 1945 المطالبة بالاستقلال ليعتقل بعدها ويطلق سراحه، وبسبب المجازر التي أعقبت تلك المظاهرات فقد تبنى أفكارا تحررية جعلته ينضم للمنظمة السرية، وهكذا تتوالى المشاهد إلى غاية اندلاع الثورة في 1954 والتي كان من مفجريها.