أبرز مشاركون في ندوة تاريخية حول الشهيد سويداني بوجمعة ، اليوم الاثنين بقالمة، بأن عضو مجموعة الـ22 المفجرة للثورة التحريرية أغاض أبناء الفرنسيين بذكائه وأناقته وهو طفل، بدأ نضاله الثوري ضد الاستعمار وهو شاب صغير”.
استحضر باحثون خلال هذه الندوة، التي نظمتها جمعية 8 ماي 1945 الولائية بمتقن شعلال مسعود بعاصمة الولاية، بمناسبة الذكرى الـ68 لاستشهاد سويداني بوجمعة، المراحل النضالية المفعمة بالبطولة وحب الوطن و التضحية التي كان يتمتع بها الشهيد الذي ولد في الـ10 جانفي 1922 وسط مدينة قالمة ووهب حياته في سبيل الاستقلال وهو لم يتجاوز الـ34 سنة من عمره”.. و ذلك بحضور وحيد عربوج، حفيد الشهيد وابن ابنته المتوفاة صليحة سويداني.
أوضح الأستاذ أحمد عاشوري، شاعر و باحث في التاريخ من قالمة ، بأن سويداني بوجمعة، الذي ولد وترعرع وسط حي أوروبي بقالمة كان معروفا في طفولته بأناقته وذكائه وتفوقه الدراسي والرياضي إلى الحد، الذي جعل أقرانه من الأوروبيين يغارون منه”.
وحسب الباحث، الذي كتب قصيدة شعرية مطولة في وصف أناقة الشهيد سويداني بوجمعة، فإن “الشهيد كان وسيما ويحسن انتقاء اللباس رغم بساطته، كما كان تلميذا ذكيا نجيبا في مختلف مراحل مساره الدراسي إلى غاية نيله شهادة البكالوريا قبل أن تجبره الظروف على مغادرة الدراسة والتوجه إلى العمل بإحدى المطابع بالولاية، اين تعرف فيها على بعض الناشطين في الحركة الوطنية”.
وحسب الأستاذ عاشوري، فقد “تشبع سويداني بوجمعة، أيضا بالروح الوطنية من خلال انخراطه في الكشافة الإسلامية الجزائرية خاصة وأنه كان حينها لاعب كرة قدم في فريق ترجي قالمة التاريخي، الذي أسسه الناشطون في الحركة الوطنية في تلك الفترة للتوعية والتعريف بالقضية الوطنية”.
من جهته، ركز الأستاذ محمد بن رقطان، وهو كاتب وشاعر وباحث في التاريخ، على الظروف العامة التي طبعت المسيرة النضالية للشهيد سويداني بوجمعة، وأبرز بأن ذلك المسار بدأ في سن مبكرة حيث لم يكن عمره يتجاوز الـ 21 سنة حينما قاد مظاهرة من أمام قاعة السينما، التي تحمل حاليا اسم “سينما الانتصار” وسط قالمة تنديدا بسياسة التمييز العنصري للمستعمر الفرنسي وذلك بعد منعه من دخول السينما بحجة تخصيص الدخول يومي السبت والأحد للأوروبيين فقط.
وحسب المحاضر، فقد “كانت المظاهرة أمام قاعة السينما بداية لمسار نضالي طويل وشاق بعدما وقف البطل حينها أمام المحاكم العسكرية، التي أدانته ب 3 أشهر غير نافذة ليحاكم في المرة الثانية حينما ألقي عليه القبض وهو يحاول تسريب الأسلحة من إحدى الثكنات العسكرية بالمدينة ليقول أمام القاضي بكل فخر واعتزاز بأنه أراد استخدام تلك الأسلحة من أجل الانتقام لضحايا مجاز 8 ماي 1945 و هي الأحداث التي لم يكتب له المشاركة فيها كونه كان محتجزا في تلك الفترة”.
من جهته اعتبر أحمد عبداوي، عضو بجمعية 8 ماي 1945، بأن سويداني بوجمعة، المعروف باسم “سي الجيلالي” يمثل رمزا وطنيا للحرية والنضال من أجل الاستقلال نظرا لنشاطه الثوري، الذي امتد لمناطق عديدة من الجزائر منها وهران والجزائر العاصمة، التي شارك بها في اجتماع مجموعة الـ22 التاريخية المفجرة للثورة قبل أن يكتب له الإستشهاد يوم 16 أفريل 1956 بواد مزفران جنوب القليعة (تيبازة).