أحيت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق للبليدة والأسرة الثورية، الذكرى الـ66 لوقوع معركة ‘القهاليز” بأعالي مفتاح التي كبدت العدو الفرنسي مقتل 370 جندي وجرح 70 آخرين.
أوضحت مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، أنه حرصا منها على تخليد تضحيات وشجاعة أبطال، أحيت اليوم الأسرة الثورية والسلطات المحلية ذكرى هذه المعركة التي وقعت في 6 ماي 1956 بقرية “القهاليز” الواقعة ببلدية الجبابرة دائرة مفتاح.
وتخلل هذه المناسبة التي حضرها إلى جانب مجاهدي الولاية وسكان المنطقة ومجاهدين قدموا من الولايات المجاورة على غرار البويرة وبومرداس والمدية، تقديم شهادات لسكان هذه القرية ممن عايشوا الأحداث في تلك الفترة.
و سردوا تفاصيل ما قبل المعركة التي خاضها المجاهدون دفاعا عنهم.
قدم المجاهد محمد لعجالي أحد المشاركين في هذه المعركة التي كبدت المستعمر خسائر ثقيلة تفاصيل هذه المعركة، التي أبانت عن حنكة وشجاعة المجاهدين دفاعا عن وطنهم.
وأوضح أن المعركة دامت ثلاثة أيام وتزامنت مع شهر رمضان جرت في ظروف مناخية صعبة ميزها التساقط المعتبر للأمطار الغزيرة والضباب الكثيف.
إلا أن شجاعة المجاهدين وإيمانهم بعدالة قضيتهم مكنهم من تحقيق النصر على المستعمر الذي خسر 370 من جنوده إضافة إلى إصابة 70 آخرين، فيما سجلت المعركة استشهاد بطلين من جيش التحرير هما الشهيدين محمد علاق والتونسي.
تعود وقائع هذه المعركة إلى ورود معلومات للمخابرات الفرنسية مفادها تزايد كميات الخبز الموزعة على سكان القرية، ما أثار شكوكها وهي المعلومات التي بلغت قائد الكتيبة الكوموندو علي خوجة الذي أمر بعقد جمعية عامة لسكان المنطقة ببيت الشهيد عمار مشري.
خلال هذا الاجتماع عين المسؤولين الأكفاء لحراسة المؤونة، وتوزيع المهام الأخرى على المجاهدين، وفي اليوم الموالي عاد المجاهد علي خوجة وبرفقته 40 مجاهدا لنصب كمين للعدو ليصل 45 جنديا من القوات الفرنسية، مثلما كان متوقعا في حدود الساعة السابعة صباحا لتنطلق شرارة هذه المعركة التي أسفرت عن إبادة أغلبيتهم فيما تمكن 5 جنود من الفرار إلى الثكنة.
لتعود القوات الفرنسية مرة أخرى بعد أن عززت جيشها بقوة أخرى، لينضم في المقابل إلى قائد كتيبة كوموندو علي خوجة كتيبة أخرى، بقيادة عمر حيشم مكونة من 80 مجاهدا.
بعد إنتهاء هذه المعركة فر سكان القرية خوفا من انتقام وغضب العدو الفرنسي الذي دمر القرية فيما بعد وجعلها منطقة محرمة، وفقا لمديرية المجاهدين.