جبل انعشاشن واحد من جبال حوض الصومام، شمال غرب بلدية أوزلاقن ولاية بجاية، موجود شرق جبال أكفادو وجنوب جبال جرجرة وغربه بلدية عزازقة، وبولاية تيزي وزو.
وحسب تنظيمات الثورة، كانت منطقة العمليات ضمن القسم الثاني من الناحية الثالثة المنطقة الثانية الولاية الثالثة.
تشكلت قوة جيش التحرير الوطني من كتيبتين تابعتين للناحية الثالثة من ذات المنطقة، مجموع أفرادها 230 مجاهدا وأفواج المسبلين، وكانت القيادة تتكون من الشهيد عبدالقادر الباركي والشهيد محمد أبركان، وكان السلاح بنادق فردية آلية ونصف آلية من نماذج مختلفة.
وكانت قوات العدو مشكلة من فيالق من الوحدات البرية مدعمة بمدرعات وآليات ومدفعية ميدان ثابتة ومتحركة، وأسراب من الطائرات الحربية بهدف القيام بحملة تفتيش واسعة النطاق لتراب الناحية بحثا عن المجاهدين، وإرهاب السكان العزل.
فضلت القيادة البقاء بالمنطقة نظرا لموقعها الإستراتيجي، فأعطى المسؤول العسكري للناحية، الشهيد عبد القادر الباركي، أمرا بتجميع عناصر الكتيبتين لدراسة الوضع، بقرية تيغلت، لكن ونظرا لسرعة عملية الحصار، أجبر المجاهدون على الانتشار في الناحية واحتلال مواقع مميزة قبل أن تتطور الأمور لغير صالحهم..
وشرع الجيش الفرنسي قبل طلوع نهار 06 أوت (تذكر مصادر أخرى يوم 09 أوت) بتحريك قواته نحو المنطقة من اتجاهات عديدة، وقنبل الطيران موقع المجاهدين ثم سلط عليه قصفا مدفعيا شديدا.
في حدود التاسعة صباحا اشتعلت المنطقة بقتال كبير بين الطرفين. وتفاجأ جنود العدو الذين كانوا يظنون أن القنبلة الجوية والقصف المدفعي الشديد قضى على المجاهدين.
دارت معركة رهيبة بين الطرفين، أظهر فيها المجاهدون قدرتهم القتالية، مما دفع بالعدو إلى طلب النجدة.
وأسفرت هذه المعركة على خسائر هامة في صفوف العدو حيث فقد 150 عسكريا وعددا غير محدد من الجرحى. واستشهد 28 مجاهدا في صفوف جيش التحرير على رأسهم سي محمود، قائد الكتيبة الثانية وإصابة 25 مجاهدا آخر بجروح مختلفة، وقُتل ثلاثون مواطنا من سكان الجهة. وغنم المجاهدون قطعتين جماعيتان من نوع 24 /29 و14 قطعة سلاح من نماذج مختلفة وجهاز سلاح واستقبال.