أكد مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، على أهمية مسيرة الجزائر والشعب الجزائري، الذي قطع مراحل وعايش محطات ربما لم تعرفها شعوب العالم، وذلك خلال إشرافه على افتتاح الملتقى الوطني، بعنوان:” الطريق إلى النصر.. بين المناورات الفرنسية لفصل الصحراء وردود الفعل الوطنية”، الذي نظم يوم الخميس، بجامعة قاصدي مرباح ورقلة.
قال شيخي، أن عيد النصر هو ذكرى لاستخلاص العبر والدروس وفتح المجال لترسيخ التفاؤل والأمل في غد أفضل.
ودعا مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، إلى ضرورة استنطاق التاريخ للبحث في مكانة الأمة الجزائرية، التي تركت بصمتها وأثرها في كل المجالات، وأكد أن تاريخنا يحمل كل هذه المعاني التي يجب البحث والتعمق فيها من قبل الباحثين والطلبة حتى نعطي لتاريخ بلادنا حقه كاملا.
وقال المحاضر في سياق مداخلته، أن يوم 19 مارس حققنا نصرنا، ولم يكن هينا ولم تكن التضحيات بسيطة، وأبرز أن هذه المحطات التاريخية تعد وقفات لاستذكار عظمة مسار هذا الوطن.
وأجمع المتدخلون خلال هذا الملتقى الوطني الذي حمل شعار “19 مارس…انتصار وحدة الجزائر أرضا وشعبا”، على أهمية التأكيد على دور الشباب في تخليد المواقف البطولية في الذاكرة الجماعية.
وبهذا الصدد ذكر رئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، أن الحفاظ على الذاكرة، أحد الأهداف البارزة التي يعمل عليها المجلس، واعتبر أن هذه النشاطات العلمية من بين السبل التي توثق وتبني نهجا لتحقيق ذلك أيضا.
ودعا الشباب للانخراط من خلال مختلف المؤسسات من بينها الجامعة في مسعى الحفاظ على ذاكرتنا الجماعية.
وأبرز الأساتذة المشاركون في مداخلاتهم، مختلف الأساليب والمناورات الفرنسية الاستعمارية الرامية لفصل الصحراء الجزائرية، والتي كانت أحد المحطات الهامة التي سبقت إعلان النصر يوم 19 مارس 1962، عبر محاور تطرقت لمناورات السياسة الاستعمارية الفرنسية ووسائلها والمواقف السياسية للثورة ضد مشاريع التقسيم، و مواقف شخصيات المنطقة في مواجهة سياسة الفصل الاستعمارية والوقوف عند وزن قضية الصحراء في مسار المفاوضات والاطلاع على عيّنات من المواقف، وردود الفعل المحلية.
وحظي موقف الأعيان في الجنوب الجزائري بحصة مهمة، من خلال مداخلة الدكتور أحمد ذكار، التي كانت بعنوان “مواقف فقهاء وأعيان ورقلة وميزاب من مشروع فصل الصحراء”، ومداخلة الدكتور عبد الجليل ملاخ، بعنوان “موقف فقهاء وأعيان وتوات والهقار من مشروع فصل الصحراء”، وأيضا في مداخلة الدكتور أحمد جعفري، بعنوان “مواقف فقهاء وأعيان الجنوب الجزائري من مشروع فصل الصحراء”.
وكشف بعض الأساتذة المتدخلين، الذين تحدث إليهم “الشعب” عن الرباط العميق بين مشاريع فصل الصحراء الجزائرية وإعلان النصر، حيث كانت هذه الخطوة إعلانا لنصر وحدة الجزائر وشعبا، وذكر الأستاذ عباس كحول، من جامعة بسكرة المناورات الفرنسية لفصل الصحراء الجزائرية وردود الفعل الوطنية.
وتطرق الأستاذ محمد يزير، من جامعة الأغواط، في مداخلته بعنوان “صناع النصر في مفاوضات إيفيان سعد دحلب أنموذجا”، إلى أهمية هذه الشخصية المحورية في مختلف مفاوضات استقلال الجزائر، حيث كان هذا الرجل سياسيا ومفاوضا بامتياز ومن خلال مواقفه المقنعة أدى دورا مهما في مسيرة النصر.