استحضرت ولاية النعامة اليوم الخميس، الذكرى ال62 المخلدة لأرواح المجاهدين، الذين إستشهدوا جراء قصف نفذه طيران جيش الإستعمار الفرنسي إستهدف مغارة “الشرشيرة”.
جرت مراسم تخليد هذه الذكرى بحضور السلطات المحلية والأسرة الثورية، بالترحم على أرواح الشهداء وقراءة فاتحة الكتاب أمام النصب التذكاري بمدخل المغارة (بلدية عسلة)، والتي تبقى معلما تاريخيا شاهدا على جرائم الإستعمار الفرنسي بالمنطقة الثامنة التابعة للولاية الخامسة التاريخية أنذاك.
وقد استشهد في هذا القصف، الذي إستخدم فيه المستعمر الفرنسي المتفجرات والقنابل الحارقة، المجاهدون عبد القادر بومدين، وإبراهيم حيدار المدعو الطالب وعبد القادر شخنابة، وعبد القادر حركات، المدعو كفيس وحيدار المجدوب وقدور هرماك، والذين كانوا مختبئين داخل مغارة “الشرشيرة”، وفق ما اوضحته مديرية المجاهدين وذوي الحقوق للولاية.
وتوثق شهادات مجاهدي المنطقة، التي جمعت بقسم حفظ أرشيف الذاكرة الوطنية وتاريخ ثورة التحرير بمتحف المجاهد للنعامة، إتخاذ مغارة “الشرشيرة” كمخبأ ومركز للإستراحة لمجاهدي جيش التحرير الوطني بعد المعارك والعمليات العسكرية المنفذة بكل بسالة ضد جيش المستعمر الفرنسي.
وتفيد نفس الشهادات أن جيش الإحتلال علم بوجود المغارة و في أفريل 1961 مشط الجهة مستعملا سلاح الطيران فتعرف على مكانها بالتحديد وبعدها حاصر المنطقة لإجبار المجاهدين، الذين لجأوا إليها على البقاء دون طعام أو ماء لأيام عديدة.
وفي آخر أيام الحصار، قرر جيش المستعمر الفرنسي، وبعد فشله في دخول المغارة وإجبار المجاهدين على الإستسلام، بنسف مدخلها بالمتفجرات وبعدها بقصف جوانب عديدة من المغارة ليستشهد جميع المجاهدين بداخلها.
وتجدر الإشارة الى أن مديرية المجاهدين وذوي الحقوق لولاية النعامة تعتزم إنجاز قريبا شريط وثائقي يتناول هذه الجريمة، التي إرتكبها الاستعمار الفرنسي بالإستعانة بشهادات حية عن مجاهدين ومواطنين عايشوا هذه المجزرة.