يعتبر مؤسّس الكشافة الإسلامية الجزائرية الشهيد جمال بوراس الدي أعدم رميا بالرصاص في الميدان العسكري بالخروبة في ال33 من العمر، أحد أبرز الشبان المناضلين الجزائريين المتشبّعين بالروح الوطنية، المعادين للاحتلال الفرنسي.
ولد محمد بوراس في 26 فيفري 1908، بمدينة مليانة، من عائلة فقيرة، التحق بالكتاتيب القرآنية في مدينته، ثم بمدرسة موبوروجي الابتدائية الفرنسية عام 1915 التي طرد منها لاحقا فالتحق بعدها بمدرسة الفلاح في ذات المدينة لإتمام دراسته باللغة العربية، وفي عام 1922، انضم بوراس للجمعية الرياضية لألعاب القوى، و تخصّص في كرة القدم.
أصبح عضوا بارزا بفريق مدينة مليانة، في عام 1926، توجّه إلى الجزائر العاصمة، وهناك التحق بالبحرية العسكرية، ليمارس وظيفته الجديدة في البحرية منذ عام 1930، بعد أن عمل في مطحنة للحبوب أين تعلم الكتابة على الآلة الراقنة.
انضم إلى عميد مولودية الجزائر سنة 1928 ، وساهم في فوز الفريق ببطولة القسم الثاني والصعود إلى القسم الأول سنة 1932 ، ولم تمض خمس سنوات، منذ عمله في البحرية العسكرية، حتى أسس بوراس فوج الفلاح بالقصبة، والتي مثلت فيما بعد النواة الأولى للكشافة الإسلامية في عموم ولايات الجزائر.
دعا الشهيد بوراس جميع الأفواج الكشفية المستقلة على مستوى الوطن إلى الإتحاد وتشكيل تنظيم وطني واحد، وبعد تلبية ندائه من طرف الأفواج نظم المؤتمر التأسيسي في جويلية 1939 بالحراش الجزائر العاصمة، وكان من نتائج المؤتمر ميلاد الكشافة الإسلامية الجزائرية كمنظمة وطنية، وانتخب محمد بوراس رئيسا لها.
سافر إلى مدينة فيشي بفرنسا واتصل بالألمان للحصول على سلاح، لكن جهوده لم تفلح، وبعد عودته إلى الجزائر، تتبعته المخابرات الفرنسية، ألقي عليه القبض ، وبعد أيام من التحقيق والتعذيب، أحيل إلى المحكمة العسكرية ليصدر عليه الحكم بالإعدام، بتهمة اتصاله وعلاقته بألمانيا، جرى تنفيذ الحكم رميا بالرصاص في فجر 27 ماي من عام 1941، في الميدان العسكري بالخروبة.