الرائد فدال أحمد من مواليد 1923 في قرية أڤمون ( بني خيار )، بني معوش التابعة آنذاك لبوڤاعة (سطيف)، ابن عائلة متواضعة حرفته بناء وكان صيادا ماهرا من أوائل من حضروا لتفجير الثورة.
شارك الرائد سي حميمي في مجازر 8 ماي 1945، سجنه الإستعمار الفرنسي وعمره لا يتجاوز الـ22 سنة. انخرط في صفوف حزب الشعب الجزائري في 11 مارس 1947.
بعدها شرع في تجنيد الشباب ونشر الوعي القومي في منطقة ( أيت معوش)، أين تعرف على المناضل العربي أولبصير من تازمالت، الذي عرفه بدوره بالعقيد عميروش.
بعد الثقة المتبادلة، كلفه السي حميمي بمهمة صعبة تتمثل في القضاء على المصاليين المتواجدين بكثرة في منطقة ڤنزات وبني يعلى، كونه أقرب إلى هذه المناطق، مما أخر اندلاع الثورة في منطقة (أيت معوش) إلى غاية 1955 .
بمساعدة أبطال آخرين من المنطقة لا يقلون عزما وعقيدة، قاموا بتفجير الثورة وألحقوا خسائر كبيرة بالعدو الفرنسي، في معارك خطط لها وقادها مثل عملية إحراق الجرافة ‘’ bulldozer « ببني شبانة في مارس 1955، معركة دلاڤة الشهيرة في 19 أوت 1955 بسطيف، عملية فدائية ضد درك صدوق في 17 سبتمبر 1956.
إضافة إلى معركة تاسيفت وڤريس بقرية أڤمون في سنة 1956، معركة أڤوني بقرية أڤمون وتشوافث في عملية شال سنة 1959 وغيرها، تقلد رتبا إبان الثورة آخرها رائد سنة 1958، وبالتالي أصبح عضو المجلس الوطني للثورة.
النائب الأول للعقيد عميروش
كان الفقيد الرفيق الحميم والنائب الأول للعقيد سي عميروش، وأشرف على الحراسة الأمنية العامة لمؤتمر الصومام بإفري ( أوزلاڤن ) في 20 أوت 1956 وعُيِن قاضيا في الولاية الثالثة التاريخية. لقد تعرف على أكبر زعماء الثورة أمثال : كريم بلقاسم – عبان رمضان – بوضياف – أيت أحمد – بن عودة.
جهزت القوات الفرنسية أكبر الوسائل الحديثة للقضاء عليه نظرا لخطورته وعبقريته في التخطيط للمعارك، ما عرّض أبناء منطقته وخاصة أفراد عائلته وقريته إلى أكبر وسائل التعذيب والتشريد والقمع والقتل الجماعي وذلك بمساعدة الحركى.
بعد الإستقلال عاش سي حميمي مواطنا بسيطا مبتعدا عن الصراعات السياسية، باستثناء عهدة واحدة كعضو في المجلس الشعبي الوطني ممثلا لولاية بجاية، ولم يكن من الذين طالبوا مقابلا لكفاحهم، إلى أن وافته المنية يوم 27 مارس 2003 بعد مرض عضال، وتم دفنه بمربع الشهداء بمقبرة العالية في الجزائر العاصمة وسجل اسمه في التاريخ بأحرف من ذهب.