تمر اليوم الذكرى الخامسة لوفاة الإعلامي والمثقف محمد الميلي رئيس تحرير جريدة “الشعب” ثم مديرها غداة الإستقلال.
يعد الميلي من ابرز الأقلام الإعلامية الوطنية البارزة بعد الإستقلال ، هو محمد بن مبارك بن محمد إبراهيمي الهلالي الميلي، ابن المؤرخ الجزائري مبارك الميلي وأحد مؤسسي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين رفقة عبد الحميد بن باديس ، من مؤسسي مجلة المجاهد رفقة فرانس فانون وعبان رمضان.
من مواليد 11 نوفمبر 1929 بمدينة الأغواط ، تعلم الفقه على يد والده وتلقى علومه بالمدرستين الفرنسية والعربية.
عندما توفي والده وهو في الـ15 سنة أرسله خاله إلى جامع الزيتونة ومعهد الصادقية بتونس ليتخرج منها عام 1950، وحين عاد إلى الجزائر إلتحق كمدرس بمعهد ابن باديس وهو لا يتجاوز الـ22 من عمره، وقد دفعه حبه للوطن للإنضمام إلى الثورة سنة 1955 ليتعرف على الشهيد عبان رمضان الذي تأثر كثيرا بوفاته معترف بأنه كان مهندس تنظيم الثورة بعد مؤتمر الصومام في 20 أوت 1956.
محمد الميلي أول رئيس تحرير لجريدة”الشعب” سنة 1962
غداة الإستقلال عمل صحفيا ثم رئيس تحرير بجريدة “الشعب” التي تأسست في 11 ديسمبر 1962 في نسختها بالعربية ثم مدير الجريدة ، كان يكتب مقالات نقدية تحليلية للوضعية الإقتصادية للجزائر التي لم تعجب الرئيس أحمد بن بلة، مما دفعه للإستقالة سنة 1963.
له عدة مؤلفات في التاريخ والدراسات الفكرية ومقالات سياسية وثقافية، شغل عدة مناصب منها مستشار الرئيس هواري بومدين، المدير العام لمجلة المجاهد، كلف بمنصب مدير عام لوكالة الأنباء الجزائرية، المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، عضو في المجلس التنفيذي بمنظمة اليونسكو وسفير الجزائر باليونان من 1979 إلى غاية 1983 ، سفير بالقاهرة، ووزير التربية الوطنية.
يعتبر صاحب مؤلفات المؤتمر الإسلامي الجزائري وحق المعرفة والأمل، منح وسام الإستحقاق الوطني سنة 1984. كان خلوقا حسب شهادة من عملوا معه.
في سنة 2012 مرض وتم نقله إلى فرنسا للعلاج من الشلل الكلي، وتوفي هناك عن عمر ناهز الـ87 سنة ، ودفن في الجزائر يوم الجمعة 10 ديسمبر 2016.