أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أن الذكرى الـ 60 لعيد النصر هي تكريس للذاكرة الوطنية ولتضحيات الشعب الجزائري لفترة طويلة تمتد من 1830 إلى 1962.
وأضاف ربيقة لدى إشرافه على افتتاح ندوة تاريخية حول 19 مارس 1962 بعنوان “ثمرة كفاح ونتاج تضحيات”، أن عظمة يوم النصر متجذرة في وجدان كل جزائرية وجزائري يحي فيهم الشعور بالعزة والإفتخار بإنتصار إرادة أبناء الجزائر، في معركة التحرير ومعركة المفاوضات.
عبقرية الدبلوماسية الجزائرية
وقال ربيقة :” سيظل يوم النصر قيمة تاريخية وإنسانية خالدة في تاريخ أمتنا “، مبرزا العبقرية الدبلوماسية للمفاوض الجزائري وحنكته السياسية بإصراره على ربح معركة المفاوضات وتتويجها بوقف القتال بين الطرفين بعد تحقيق المكاسب التي وضعها بيان اول نوفمبر 1954 أهدافا لا حياد عنها مهما تعقدت الظروف أثناء سير المفاوضات وهي الدفاع عن وحدة التراب الوطني والسيادة الجزائرية الكاملة.
وأوضح الوزير أن إتخاذ قرار الثورة بالجلوس إلى طاولة المفاوضات في حد ذاته كان أمرا مهما بل مصيريا بالنسبة للجزائريين مع مستعمر لم يكن لينصاع للتفاوض لولا قوة الثورة وتمرس قيادتها وتحكم جيشها في ترجيح الكفة في الميدان لصالحه.
وفي مداخلة لرئيس جمعية المالغ والوزير السابق دحو ولد قابلية أكد أن سر نصر 19 مارس 1962 يكمن في ثلاث عناصر أولها عزيمة وعقيدة مجموعة ال22 ثم الست المسؤولين الذين قرروا انطلاق العمل العسكري لتحرير الوطن رغم الترسانة العسكرية للجيش الفرنسي، وثانيا صمود الشعب ومقاومته للإدارة الإستعمارية.
وأبرز ولد قابلية أن السياسة الإعلامية لجبهة التحرير وجدت صدى لدى الدول الحليفة التي كانت تساند خصمنا وبدأوا يشككون بسياسة فرنسا مثل الولايات المتحدة الأمريكية، بحيث ان السيناتور جون كنيدي في 2 جويلية 1957 تكلم أمام الكونغرس أن الحل الوحيد بالنسبة للكفاح بين الجزائر وفرنسا هو اعتراف هذه الأخيرة بإستقلال الجزائر والتي شكلت صدمة للفرنسيين.
وتمثل العنصر الثالث حسب رئيس جمعية المالغ في المفاوضات لما جاء ديغول في 1958 كان يعرف الوضعية بسبب تصرفات الجمهورية الرابعة الذين لم يقبلوا بكل الإصلاحات، مضيفا أن ديغول هو أول من حاول الإتصال بالطرف الجزائري بإرسال بعض الصحفيين القادرين على الاتصال ببعض المسؤولين الجزائريين بتونس واستعمال أيضا بعض الشخصيات الجزائرية التي كان يظن بأنها مقتنعة بمواقفه وقادرة على التأثير على الطرف الجزائري لإقناعهم بالتسوية التي كان يفكر فيها.
جيل اليوم هم البديل لجيل نوفمبر
قالت الوزيرة السابقة زهور ونيسي، إن معركة اليوم هي معركة تاريخ وليس معركة حرب من أجل الحرية وأن التاريخ هو المرجعية الأولى والأخيرة يحوي الثقافة والهوية والإقتصاد وغيره و بدونه لا حياة لأي إنسان، مضيفة أن جيل اليوم سيكونون هم البديل الأجمل لجيل اول نوفمبر 1954 لأنهم يعتمدون على المرجعيات التاريخية في إشارة إلى الباحثين.
في المقابل، ارتكزت مداخلة استاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أسامة بوشماخ على القراءة التاريخية لإتفاقيات إيفيان والصعوبات التي واجهها المفاوض الجزائري ، مؤكدا أن المفاوضات الجزائرية كانت من أصعب المفاوضات وينبغي دراستها في سياقها السائد.
وأضاف أن المفاوض الجزائري تميز بصلابة ذهنية ورباطة جأش.
بيان اول نوفمبر أعطى توجها دبلوماسيا وعسكريا
وتطرق استاذ التعليم العالي بجامعة الجزائر 02 محمد بونعامة إلى الوساطة السويسرية، موضحا أن بيان اول نوفمبر 1954 أعطى توجه دبلوماسي وعسكري واستيراتيجي اكسب الدبلوماسية الجزائرية حنكة في كيفية إدارة السياسة الجزائرية.
وتناولت الدكتورة مريم بوضربان من كلية الإعلام والإتصال في مداخلتها دور الإعلام في الحفاظ على الذاكرة الوطنية، مبرزة خصوصية الإعلام الثوري.
تكريم مجاهدين..