أحيا المتحف الوطني للمجاهد الذكرى الـ65 لاستشهاد العربي التبسي وذكرى اليوم العالمي للتوعية ضد مخاطر الألغام، بمقر المتحف بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة.
وصف ربيقة العربي التبسي بأحد أعمدة الحركة الإصلاحية الذي أغتيل من طرف يد الغدر الإستعمارية سنة 1957.
وقال أن العلامة الشيخ العربي التبسي من أولئك العلماء الربانيون، الذين حملوا على عاتقهم بتضحيات جسام مسؤولية الدفاع عن مكونات الشخصية الوطنية ومقوماتها التاريخية والحضارية.
وأضاف:”فجعلوا من فكرهم القويم وعلمهم الغزير طريقا يعبر من خلاله بنات وأبناء الشعب الجزائري إلى الحرية، التي افتقدوها لأزيد من قرن وربع قرن من الزمن، والخلاص من قيد استعمار استيطاني استبدادي استعبد الإنسان واستغل الخيرات وفرض على الشعب الجزائري معاناة التجهيل والفقر”.
وأبرز وزير المجاهدين أن الشهيد العربي التبسي يعد من مفقودي ثورة التحرير الوطني على غرار كثير من رموزنا الافذاذ من أمثال أحمد بوقرة، الجيلاني بونعامة، موريس أودان وغيرهم من الشهداء الأبرار وهو الملف المرتبط بالذاكرة الوطنية.
وقال أيضا أن مواقف التبسي وقيمه تبقى خالدة تستحضرها الأجيال بفخر واعتزاز.
وأكد ربيقة أن متابعة هذا الملف ستبقى متابعته مستمرة وبجدية، مذكرا بما جاء في رسالة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بمناسبة عيد النصر، حيث شدد على المعالجة المسؤولة المنصفة والنزيهة لملف الذاكرة والتاريخ في أجواء المصارحة والثقة،وحرصه على إسترجاع الأرشيف ومصير المفقودين أثناء الثورة التحريرية، وتعويض ضحايا التجارب النووية وغيرها من القضايا.
ودعا ربيقة الباحثين والمؤرخين إلى تسليط الضوء أكثر على مسيرته في الحركة الوطنية وثورة التحرير بأعمال علمية رصينة وإنجاز أعمال وثائقية تبرز سيرة هذه القامة التاريخية.
الألغام وجه من بشاعة الإستعمار البغيض
وفيما يتعلق باليوم العالمي للتوعية ضد مخاطر الألغام التي يحييها العالم هذه السنة بشعار “أرض مأمونة وخطوات مأمونة ومنزل مأمون”، أكد الوزير أن عملية زرع الألغام جريمة استعمارية من بين آلاف الجرائم النكراء المرتكبة في أبناء الشعب الجزائري الذي ظل يستحضر بكل ألم الآثار الجسدية والنفسية التي خلفتها الألغام عبر خطي شال وموريس على الحدود الشرقية والغربية.
وقال :”تلك الألغام تشكل وجها من أوجه بشاعة الإستعمار البغيض “.
وأثنى الوزير على جهود أفراد الجيش الوطني الشعبي في تطهير وتأهيل هذه المناطق بإقامة مشاريع فلاحية ورعوية واقتصادية، بعدما كانت مناطق محرمة تحصد الأرواح وتزرع الموت.
وقدم المجاهد عبد الله عثمانية شهادته حول العربي التبسي حين كان طالبا بمعهد ابن باديس، وكان الشهيد مديرا للمعهد ويحضر لافتتاح السنة الدراسية.
وقال :”العربي التبسي كان مقيما في مدرسة متواضعة تابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببلكور، أختطف من هناك لأنه كان معروف بوقوفه إلى جانب الثورة بدون تردد أو سرية “.
وكشف المجاهد عن أن عبان رمضان ارسل رسالة إلى العربي التبسي وطلب منه أن يعد نفسه للخروج لأن بقاءه قد يكون خطرا عليه فكان رده :” إذا كنا سنخرج جميعا من سيبقى مع هذا الشعب “.
وفي مداخلة للدكتور جمال قندل، متخصص في تاريخ الثورة بجامعة الشلف حول الالغام، قال إن الحديث عن الألغام المضادة للأفراد يجرنا إلى الإجرام الفرنسي الذي ارتكب في الجزائر منذ 1830، موضحا حول خطي شال وموريس بأنه أنجز بموجب قرار أصدره أندري موريس في 20 جوان 1957 بعد خوفهم من التنسيق العسكري بين وحدات جيش التحرير الوطني بين الشرق والغرب، وبسبب هذين الخطين سقط شهداء كثر فمن اصل 140 شخص في كتيبة عشرون فقط يجتازون الأسلاك الشائكة .
أكثر من 4 ملايين لغم زرعته فرنسا
واستعرض الباحث ثلاثة أنواع من الألغام استعملهم الإستعمار الفرنسي لضرب الثورة وهي الألغام المضادة للأفراد، الألغام المضيئة والالغام المضادة للمجموعات، حيث بدأ الجيش الفرنسي بزرع الألغام في الجهة الشرقية.
وأكد المحاضر أن فرنسا زرعت 4 ملايين و56 ألف و241 لغم خلال أربعة أشهر، والتي حصدت الكثير من الجزائريين بعد الإستقلال أكثرهم من الأطفال وفي المنطقة الشرقية بخاصة لأنها مناطق رعوية وتعرف كثافة سكانية .
للإشارة، كُرم بالمناسبة مجاهدون والدكتور جمال قندل.