في يوم الـ 5 أفريل 1949 تم السطو على بريد وهران، وهي عملية مسلحة مولت شراء 700 قطعة سلاح لتفجير ثورة 1 نوفمبر سنة 1954.
خطط أعضاء المنظمة السرية O.S، الجناح المسلح لحركة إنتصار الحريات الديمقراطية بزعامة مصالي الحاج، لهذه العملية.
وكانت مهمة المنظمة الخاصة التنظيم لتفجير الثورةالمسلحة، والتخطيط لتمويلها بأموال وأسلحة لتنفيذ أهدافها كرد على مجازر 8 ماي 1945.
أخذ زمام المبادرة لتمويل نشاطاتها، كان جلول نميش (المدعو بختي والمولود في وهران) عاملا في بريد وهران ويخفي إنتمائه للمنظمة، بحيث إقترح على أحمد بن بلة عمليتي سطو إحداهما على قطار نقل الأموال بين وهران وبشار، والثانية على مركز بريد وهران، فإستقر إتفاق أعضاء المنظمة على الاقتراح الثاني لصعوبة الأول.
وقع الهجوم يوم 05 أفريل 1949 بطريقة توحي كأن من قام بالسطو هو اللص الأوروبي “بيرو المجنون” pierrot le fou (ذاع صيته آنذاك كـلص محترف)، فلولا بعض الأخطاء البسيطة التي إكتشفتها الشرطة الفرنسية لاحقا والتي وجهت التحقيق نحو الجزائريين.
تكلل الهجوم بالنجاح بفضل معلومات بختي نميش الدقيقة، وقاد العملية أحمد بن بلة وكان تحت إمرته مجموعة كوماندوس بمشاركة حمو بوتليليس وبلحاج بوشعيب، الحاج بن علة، سوداني بوجمعة، وخيضر وبنعوم وكان من المتوقع الإستيلاء على 30 مليون فرنك فرنسي.
في حين أن الحصيلة قدرت بـ3.178 مليون فرنك فرنسي، كلف محمد خيضر لاحقا بنقلها إلى الجزائر نظرا لحصانته كنائب في البرلمان ( آنذاك )، وهربت الأموال الى خارج الجزائر ثم أستعملت لشراء أسلحة من ليبيا ( 700 قطعة سلاح )، وتهريبها عبر الحدود وتخزينها في جبال الأوراس وأستعملت تلك الأسلحة لتفجير ثورة نوفمبر 1954 .
بعد مدة من التحضير لكل صغيرة وكبيرة وبعد تأجيل للعملية لعدم ملائمة الظروف أختطف الكومندوس الطبيب الفرنسي بيار موتيي من الحي الأوروبي بوهران، بعد إيهامه بوجود مريض يحتاج علاجا في حالة إستعجالية وذلك بغرض الإستيلاء على سيارته.
تم تكبيله ووضعه تحت الحراسة بعد نجاح عملية تحويله، أستعملت سيارة المختطف في الصباح الموالي لتنفيذ عملية الهجوم المسلح على مقر البريد المركزي وركن المنفذون سيارة “سيترووين” Citroën تحمل بزجاجها الأمامي ” شعار الطبيب”، ونزلوا بهدوء وعددهم ثلاثة يرتدون لباسا أوروبيا أنيقا، وتوجهوا مباشرة إلى مقر البريد ليشهروا بعدها أسلحتهم ويستولوا على مبلغ مالي قدره 3178.000 فرنك ويفرون مسرعين إلى السيارة المسروقة ويختفون بعدها عن الأنظار.