تعززت رفوف المكتبات بإصدار “لمحات من تاريخ الجلفة (1830-1962)” يسلط فيه الباحث المختص في تاريخ المنطقة، سليمان قاسم، الضوء على جوانب تاريخية للمنطقة.
استعرض الباحث سليمان قاسم، الحاصل على جائزة وزارة المجاهدين وذوي الحقوق والموسومة بـ “أول نوفمبر 1954” لدورتين على التوالي 2013 و2014، في هذا الكتاب، محطات تاريخية عن الجلفة، مبرزا في 615 صفحة شواهد تاريخية عن منطقة الجلفة من إرث مادي وحضاري.
وكان الكتاب حاضرا بجناح المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بالمعرض الدولي للكتاب (سيلا 2022).
وأكد مؤلف الكتاب، لوأج، أن البحث في تاريخ الجلفة من خلال المصادر والمراجع، يكتسي أهمية بالغة، كون الكثير من المراحل التاريخية لازالت تحتاج إلى التحري، لاسيما في مرحلة المقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية.
وأوضح أنه حاول في كتابه الصادر عن وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في إطار ستينية الاستقلال، “تقصي الحقائق التاريخية وتدوينها، حتى يصبح مرجعا يهتدي إليه الباحثون والطلبة”، وأشار إلى “قلة الدراسات والأبحاث التاريخية حول تاريخ منطقة الجلفة التي كانت دافعا رئيسيا في سعيه إلى التنقيب عن تاريخها”.
يحتوي الكتاب على سبعة فصول وخاتمة ومجموعة من الملاحق التوضيحية، تناولت المراحل التاريخية قبل الاستعمار الفرنسي منها الوجود الروماني والفتوحات الإسلامية، والوجود العثماني بالمنطقة.
وتطرق الإصدار الجديد إلى فترة الاحتلال الفرنسي و الحملات التي قام بها في المنطقة والمقاومة التي واجهها منها مقاومة الشريف بومعزة، والشيخ موسى أبو الحسن الدرقاوي.
يعالج الكتاب مميزات المنطقة من حيث موقعها الجغرافي وتضاريسها، وكتب عن الزوايا التي تأسست بالمنطقة و إرهاصات الحركة الوطنية بها من خلال تأسيس الكشافة الإسلامية الجزائرية والدور الدعوي الذي كانت تقوم به.
ويتناول الفصل الأخير من الكتاب كل ما تعلق بالثورة التحريرية، كالمعارك التي دارت في المنطقة منها معركة “قلتة الرمال 1 أوت 1958″، و “معركة الزرقة 2 فيفري 1958″، و “معركة جبل بوكحيل” ومعركة “عياطة” بعين معبد 28 جانفي 1959.
وأشار المؤلف إلى أنه أعتمد في تدوين كتابه على مجموعة من المصادر الأجنبية ومراجع محلية، إضافة إلى المذكرات الشخصية لمجاهدين عايشوا الحدث.
ويهدف هذا الكتاب، حسب مؤلفه، إلى “البحث في تاريخ منطقة الجلفة نظرا لدورها الهام في التاريخ الوطني، وبصمتها في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية”.