أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، في كلمة ألقاها نيابة عنه المفتش العام للوزارة، عمر بن سعد الله، أن معركة سوق أهراس الكبرى أسست لاستراتيجية ساهمت في إعادة ترتيب عمليات العبور لأفراد جيش التحرير الوطني.
قال الوزير إن هذه الاستراتيجية أسهمت كذلك في دخول قوافل السلاح عبر الحدود الشرقية للوطن وكسر الطوق الذي شرعت في تضييقه السلطات الاستعمارية لخنق الثورة، وذلك في كلمته بمناسبة الذكرى الـ64 لمعركة سوق أهراس الكبرى التي نظمت بدار الثقافة “الطاهر وطار” يوم الثلاثاء 26 أفريل الجاري بسوق اهراس.
وأوضح ربيقة: “الشرارة الكبرى لمعركة سوق أهراس، كانت يوم 26 أفريل 1958 بعد رصد قوات الاستعمار لوحدات جيش التحرير الوطني وهي تهم باجتياز خطي شال و موريس، فكان ذلك إيذانا باندلاع معركة مصيرية حامية الوطيس استمرت 8 أيام بلياليها، سخر فيها العدو جل ترسانته الأكثر فتكا وتدميرا، وأقحم فيها أشرس وحدات جيشه وأكثرها تمرسا وتدريبا وأعرقها خبرة، و كل تلك القوات منيت بهزيمة نكراء على أيدي أشاوس جيش التحرير الوطني”.
وأشار المتحدث إلى أن تلك المعركة بتعدد تسمياتها واتساع نطاقها وامتداد انعكاساتها، شكلت مواجهة عسكرية تباين فيها الصراع بين استراتيجيتين، الأولى فرنسية معتمدة على الخنق والحصار، و الثانية نهجها جيش التحرير الوطني مبنية على اختراق خطي شال و موريس، وفك العزلة المفروضة على الشريط الحدودي الشرقي بكسر شوكة القوات الفرنسية المتمركزة بالمنطقة.
وأكد الوزير أن قوات جيش التحرير الوطني، أثبتت خلال تلك المعركة أن التضحيات لا يضاهيها إلا مستوى الطموح،و ضربت صورة من أعظم صور تلاحم الشعب الجزائري واتحاده في مقاومة الاستعمار الفرنسي، شارك فيها مجاهدون من مختلف مناطق الوطن. وحث على واجب استذكار مآثر من قدموا الغالي قربانا للحرية.
الإعتناء بالذاكرة
وأوضح ربيقة، أن إحياء ذكرى تلك الملحمة يندرج في إطار الدور الريادي الذي تقوم به وزارة المجاهدين وذوي الحقوق في تخليد مآثر الثورة التحريرية، ونشرها باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء الشخصية الوطنية.
وقال: ” يتجلي أيضا في عناية رئيس الجمهورية بترقية التاريخ الوطني، وصون ذاكرة الأمة لتمكين جيل الاستقلال من الاستلهام منها، وتعزيز روابط الانتماء وتنمية الحس الوطني للناشئة من خلال تقريب مضامينها من الأجيال المتعاقبة، وشحذ همم الباحثين لاستجلاء معالمها على درب إشاعة الثقافة التاريخية ومحاربة ثقافة النسيان”.
وجدد التأكيد بأن الواجب على جيل اليوم الذي أثبت دوما وعيه الوطني، أن يبقى في تواصل مستمر بذاكرته ويستحضر حجم التضحيات التي كابدها الأسلاف في سبيل استعادة الحرية، لتكون دافعا له في الارتقاء بالجزائر إلى مصاف التقدم ورفع تحديات النماء.