واجه العلامة الشيخ محمد البشير الإبراهيمي، المشروع الفكري الاستعماري، الذي كان يستهدف إفراغ الشخصية الوطنية من ثقافتها واختطافها من تاريخها،هذا ما أكده المشاركون في الطبعة الرابعة للملتقى الدولي حول هذه الشخصية بعنوان: ” الثقافة الوطنية وتقويض الخطاب الكولونيالي، المنطلقات والنتائج”، والمنظم بجامعة برج بوعريريج.
أوضح رئيس الملتقى، لطفي عبد الله بوصفية، أن الاحتلال الفرنسي للجزائر كان مشروع هيمنة، و استعمل لتبرير سلطانه و إحكام سيطرته على خطاب مزيف بهدف أن تستسلم تلك الشعوب لقوته وفوقيته، و منه تحويل سكان تلك البلدان إلى شعوب يستعبدها ومواد أولية ينهبها بشعار تمدين الفضاءات الفارغة حضاريا وثقافيا، وهو ما تصدى له الشيخ الإبراهيمي بإبراز عناصر الهوية الوطنية الجزائرية”.
وأضاف بوصفية أن، الخطابات التي كان يروج لها الاستعمار، و أذنابه مألوفة بالنسبة للاحتلال الغربي بصوره المختلفة، و حاولت وسائل إعلامية و لا زالت تحاول تقديم صور مختلفة إلى يومنا هذا عن الواقع في الجزائر، بصفة خاصة أو عن العالم العربي و الإسلامي و دول العالم الثالث بصفة عامة.
وقال: “لكن تلك محاولات التزييف اصطدمت بمقاومات قوية، منذ الوهلة الأولى من قبل الجزائريين، و في مقدمتهم الشيخ البشير الإبراهيمي”.
أكد مدير جامعة برج بوعريريج، بوعزة بوضرساية، أن الرجل الثاني في جمعية العلماء المسلمين الجزائريين حمل على عاتقه المسؤولية السياسية، و الثقافية لمواجهة الاستعمار بكل المعاني، بعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس بالمواجهة الفكرية للمستعمر من أجل بناء مشروع المقاومة بخطاب سياسي يعبر عن مشروعية الاستقلال، و استعادة الأمة الجزائرية لمسارها و سيرورتها التي سعى الاحتلال إلى طمسها.
وأبرز رئيس اللجنة العلمية للملتقى، أبو بكر صبري، كيف كان الشيخ البشير الإبراهيمي في خطابه مقاوما، ومرشدا للنشء و يسعى لمحاربة الأفكار غير الوطنية، و مجابهة الفكر الاستعماري.
للإشارة فإن، هذا الملتقى الذي تحتضنه قاعة المحاضرات الكبرى عبد الحميد بن هدوقة، حضره مجموعة من الأساتذة الجامعيين من داخل و خارج البلاد، مثل دول مصر، الكويت، عمان، بريطانيا وتونس، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف الوطني والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي.