استذكر مشاركون في ندوة تاريخية بمناسبة الذكرى الـ65 لمعركة”إيسين”، أحداث هذه المعركة التي امتزجت فيها دماء الجزائريين بدماء الأشقاء الليبيين، لتصبح رمزا للتضامن والتلاحم بين الشعبين وعنوانا لتضحيات ودعم الأشقاء لثورة التحرير الوطني.
أوضح أساتذة وباحثون، في هذه الندوة التي نظمها المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، اليوم، أن معركة “إيسين” أعطت صورة حقيقية عن تلاحم وتضامن الأشقاء الجزائريين والليبيين بعد أن امتزجت دماؤهم في معركة الشرف وضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية والاستقلال.
أبرز الأستاذ بجامعة المدية، مولود قرين، في محاضرة بعنوان “تضامن الأشقاء في معركة التحرر”، أن ثورة التحرير الوطني جلبت أنظار الدول الشقيقة والصديقة رغم محاولات فرنسا عزلها عن العالم. وأضاف أن التضامن بين الشعبين الجزائري والليبي لم يكن وليد ثورة نوفمبر، بل يمتد في أعماق التاريخ، ولأن الليبيين دعموا وساندوا الثورة منذ انطلاقها، ما جعل قادة جبهة التحرير الوطني يتخذون من هذا البلد الحدودي قاعدة لوجيستية لجمع شحنات السلاح، خصوصا القادمة من مصر، قبل أن يتم إدخالها عبر الحدود إلى الجزائر و تدريب المجاهدين وتأمينهم داخل قواعد عسكرية.
وأشار في هذا السياق إلى تأسيس لجنة ليبية لدعم الشعب الجزائري في 1956 والتي كانت تعمل على جمع التبرعات وتأطير الليبيين الراغبين في مساندة الثورة الجزائرية.
واستهدف المجاهدون انطلاقا من ليبيا حقول النفط التي كانت تسيطر عليها فرنسا -يضيف الأستاذ قرين- خصوصا بعدما نجحوا في تجنيد الطوارق من الجزائر وليبيا على حد سواء، ما دفع فرنسا إلى استهداف المناطق الحدودية بين البلدين واستشهاد العديد من السكان العزل.
وقام الليبيون في 1958 بمظاهرات شعارها “يوم الجزائر” عبروا فيها عن دعمهم للثورة التحريرية ورفضهم للاستعمار الفرنسي ومجازره الدموية ضد الأبرياء.
وتناول الأستاذ بجامعة الجزائر، محمد خوجة، مقاربة الجزائر لضمان أمن واستقرار ليبيا في الوقت الحالي والمبنية على عمق الترابط بين البلدين، وسعيها للم شمل الفرقاء الليبيين، إيمانا منها بأن أمنها من أمن ليبيا وانطلاقا من مبدئها في حل النزاعات بالطرق السلمية، ورفضها للتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول.