أكد مشاركون في فعاليات تخليد الذكرى الـ 66 لاستشهاد زيان عاشور أمس، بقرية البيض، أن شخصية الشهيد النضالية كان لها دور فعال في التأسيس للثورة التحريرية بالصحراء.
أوضح الباحث في تاريخ المنطقة، محمد علوي، في مداخلته حول المسيرة النضالية للقائد الشهيد عاشور زيان (1919 – 1956)، أن هذا البطل استطاع بشخصيته السياسية المتشبعة بالروح الوطنية التي كسبها عبر النضال في الحركة الوطنية وكقائد عسكري فذ من التأسيس لقواعد الثورة في أوساط الشعب.
وأضاف المتدخل بأن القائد زيان مثلما كان يعرف في أوساط المناضلين والشعب، كرس حياته في سبيل تحرير الجزائر و واجه كل التحديات للوقوف في وجه قوات الاحتلال الفرنسي رغم الطبيعة الجغرافية الوعرة وصعوبة التموين.
استطاع تجنيد جيش قوامه 1200 جنديا خاض معهم معارك واشتباكات إلى غاية استشهاده بمنطقة وادي خلفون بقرية البيض في 7 نوفمبر 1956.
من جهته، أكد المجاهد خالد جباري، عضو الأمانة الوطنية للمجاهدين، أن الشهيد كان رجلا يحظى بثقة الشعب وجيش التحرير الوطني، قام بعد تكليفه بقيادة الثورة بعد الشهيد عمر إدريس، بالأخذ بزمام الأمور و أسس لجبهة صلبة في الصحراء خاضت معارك شرسة.
وسطر مسيرة لامعة جسدت نظرة الشهيد مصطفى بن بولعيد في شخصيته، الذي قال بشأنه: ” هذا الرجل المحنك الذي نعتمد عليه في الصحراء”.أضاف المجاهد.
في هذا السياق، أبرز الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، الطاهر معاش، أن البطل كان يتمتع بتكوين عال اكتسبه من خلال احتكاكه بالمناضلين في المنظمة الخاصة، وعسكريا متمكنا عرفت المنطقة تحت قيادته حركية سياسية ونضالية متميزة من خلال خطاباته الحماسية وقدرته على التعبئة والإعداد للثورة التحريرية، ومقداما في الاشتباكات والمعارك التي خاضها حتى استشهاده في معركة دامت 48 ساعة رفقة 20 شهيدا.
للإشارة، فإن الاحتفالات الرسمية التي حضرتها سلطات الولاية احتضنتها منطقة وادي خلفون بقرية البيض ببلدية البسباس غرب أولاد جلال، موقع استشهاد عاشور زيان، حضرها مجاهدون من الولاية الـ6 التاريخية.
وتخلل مراسم الاحتفالات، رفع العلم الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب والترحم على أرواح الشهداء الطاهرة وزيارة النصب التذكاري المقام تخليدا لاستشهاده، وإقامة استعراضات ومشاهد تمثيلية لملحمة التحرير نشطتها جمعيات محلية.