شكل موضوع “البعد الاستراتيجي والتاريخي للجزائر في إفريقيا”، محور ملتقى وطني احتضنته دار الثقافة عبد الحميد مهري، بولاية تندوف، بمشاركة العديد من الدكاترة والأكاديميين من داخل الولاية وخارجها.
أبرز عبد الكريم خضري، الأمين العام للمنظمة الوطنية للمحافظة على الذاكرة وتبليغ رسالة الشهداء، امتداد الجزائر في إفريقيا وبصمتها الواضحة في دعم الحركات التحررية في القارة السمراء،
وأوضح خضري، أن الهدف من وراء تنظيم أسبوع ثقافي تاريخي في جنوب الجزائر، هو التعريف بأهم المحطات التاريخية لولايات الجنوب، وإبراز تاريخها وإسهاماتها في الثورة التحريرية المباركة وفي المقاومات الشعبية.
وأكد في كلمته أمام المشاركين في فعاليات الملتقى على أهمية المحافظة على الذاكرة، باعتبارها صمّام أمان ضد كل الأفكار الدخيلة والمناورات، التي تواجهها بلادنا اليوم، خاصة في ظل التحديات والرهانات الإقليمية المحيطة بنا.
ودعا الأمين العام للمنظمة، إلى ضرورة التحام وتماسك الشعب الجزائري من أجل مرافقة مؤسسات الدولة في كل المجالات للنهوض بالجزائر التي تعد أمانة على عاتقنا، وقال “من واجبنا اليوم الوقوف في وجه كل التحديات والمتآمرين، الذين يريدون ضرب استقرار الجزائر”.
من جهته، أبرز الخبير الاستراتيجي أحمد ميزاب، أهمية التطرق إلى موضوع البعد الاستراتيجي والتاريخي للجزائر في إفريقيا، باعتباره موضوعا ينطلق من عمق الذاكرة الوطنية، وارتباطه بالمستقبل وبالمشروع الوطني، الذي كلنا نرافع لأجله ونعمل على تحقيه وقطف ثماره، أضاف.
قدم أحمد ميزاب، قراءة في التاريخ ورؤية نحو المستقبل، وأشار إلى أن المشروع الوطني هو مشروع الجزائر الجديدة المجسد من خلال 54 التزاما بمستوياته المتعددة، وطنيا، إقليميا ودوليا.
البعد الافريقي للثورة الجزائرية
وقال: “إن الحديث اليوم على أهمية القارة الإفريقية في الحسابات الجيوسياسية، وكيف يمكن أن نؤسس للمستقبل بنظرة براغماتية، يقودنا إلى كثير من الكلام عن دور الجزائر في عمقها الإفريقي”.
وتطرق أحمد ميزاب، لمستويات البعد الإفريقي للجزائر وحددها بثلاثة مستويات مختلفة، تحدث فيها عن المقاومات الشعبية وامتداداتها وارتباطاتها بدول الجوار، والتي ساهمت بشكل كبير بأن تكون قواعد خلفية لهذه المقاومات.
إلى جانب البعد الإفريقي للثورة الجزائرية ومبادئها الإنسانية وأبعادها الإفريقية، التي أسهمت بشكل فاعل في التأثير على القارة الإفريقية، وهي مبادئ إنسانية كان الهدف منها أن تكون إفريقيا للأفارقة، وهي المقاربة التي رافعت لأجلها الجزائر عبر كثير من المحطات.
إضافة إلى دور الدول الإفريقية في دعم ثورة التحرير المباركة، وفي المقابل شكلت الثورة الجزائرية مصدر إلهام للعديد من دول القارة وساهمت في تحرير العديد من الدول الإفريقية.
وأكد ميزاب، أن الجزائر أدت أدوارا متعددة بالنسبة للقارة الإفريقية، وسجلت العديد من المواقف التي كانت تحسب لها، فكانت تلهم من رصيدها الثوري، ملتزمة ببيان أول نوفمبر، فالجزائر في بعدها الإفريقي ـ يقول ميزاب – كانت تسهم بشكل كبير جدا في صناعة الاستقرار، وفي تسوية النزاعات، ولعب دور الوساطة والمرافعة من أجل أن تكون هناك تنمية حقيقية في القارة الإفريقية بعيدا عن الاستغلال، وبعيدا عن التوظيف السيء والسلبي للمواقف.
وأضاف:” في كثير من المحطات، كانت الجزائر تدفع ثمن مواقفها المناصرة للقضايا الإفريقية، والمناصرة لحق الشعوب في تقرير المصير، لأنه مبدأ راسخ وثابت للدولة الجزائرية، التي لا يمكنها التنازل عنه، ولا يمكنها أن تتجاهل قضايا أو حقوق الشعوب التي تناضل لأجل تقرير مصيرها”.