طرح الباحث في الأرشيف، الكاتب عبد القادر هنيّ ، كتابه الجديد الموسوم بـ«لمحة تاريخية حول أرشيف الجزائر”.
هذا الاصدار الجديد، يجمع في طياته الأرشيف، الذي يحتوي على مختلف الوثائق التي توثق للتاريخ وتكون مرجعا للأجيال عبر الزمان، حيث تستعمل كذاكرة وكدليل لإبراز الحقائق، وأيضا كمرجع للبحث العلمي في مجال التاريخ ومجالات بحثية أخرى قد تستند على الدلائل التاريخية لتوثيقها.
عرض الكاتب عبد القادر هني، أقدم وثيقة أرشيفية في الجزائر وردت من مملكة غرناطة، كتبها بن الخطيب أمين، ملك غرناطة لملوك المغرب العربي في عهد الزيانيين، بتلمسان، والتي يحتفظ بها في الأرشيف الإسباني، إضافة إلى أرشيف كبير من وثائق المسلمين لا سيما في بلدان المغرب العربي، ثم الأرشيف الجزائري في العهد العثماني وبعدها أرشيف الاحتلال الفرنسي للجزائر في عهد الداي حسين.
هذا الأرشيف حسب الكاتب، أتلف معظمه، ولم يبق منه سوى أرشيف بعض الزوايا والمساجد، بينما استحوذ المستعمر الفرنسي على أرشيف الدولة الجزائرية الحديثة، التي أسسها الأمير عبد القادر.
وعرج هني، في كتابه على الفترة التي قام فيها الحاكم العام جونراد، بجمع الأرشيف الجزائري وترتيبه وحفظه واستغلاله وذلك في 1909، وبعدها ذكر الكاتب أرشيف الحركة الوطنية في 1924 لنجم شمال إفريقيا وحزب الشعب الجزائري وجمعية العلماء المسلمين والشيوعيين، وحزب فرحات عباس وجزء من وثائق الثورة التحريرية منذ اندلاعها، والذي احتفظت به جبهة التحرير الوطني، بينما الجزء الوفير منها يوجد بالأرشيف الفرنسي.
وفي طيات الكتاب، تحدث الكاتب، عن تأسيس الرئيس الراحل هواري بومدين، لمديرية الأرشيف الوطني، والذي أصبح مرجعا للباحثين في التاريخ وضبط قائمة للأرشيف المحوّل إلى فرنسا لجمعه وتصنيفه، ويحتوي على أرشيف الزوايا والمساجد والجمعيات القديمة والكنيسة الجزائرية والمنظمات اليهودية في الجزائر. وكان الاهتمام آنذاك بإنشاء مراكز للأرشيف عبر عديد الولايات لأجل الحفاظ على الذاكرة وتكوين الأرشيفيين.
وذكر الكتاب النزاع القائم بين الجزائر وفرنسا حول الأرشيف الجزائري، الذي استولت عليه فرنسا وامتنعت عن إعادته للجزائر، بينما تتشبث الأخيرة باسترجاعه حتى يكون مرجعا تاريخيا لها.
للإشارة، الدكتور عبد القادر هني، عالم اجتماع وإطار سابق بالأرشيف الوطني، كرس حياته في جمع وحفظ الأرشيف الوطني ومعالجته، ما مكنه من إصدار العديد من الكتب، كان له الفضل في تكوين أمناء المحفوظات بقسم التاريخ بجامعة الجيلالي اليابس، والمعهد المتخصص للتكوين والتعليم المهنيين. ويواصل عمله بورشات جمع الأرشيف واستغلاله في كتابة التاريخ المحلي، حيث يصب اهتمامه بتاريخ الجنوب الكبير.