أكد مشاركون في ندوة وطنية بعنوان” المتاحف فضاءات لحفظ الذاكرة و التراث الثقافي”، نظمت اليوم الخميس، بالمتحف الوطني العمومي “أحمد زبانة” لوهران، أن استعمال التكنولوجيات الحديثة في تصنيف الممتلكات الثقافية المنقولة و غير المنقولة تكتسي أهمية كبيرة و تشكل وسيلة فعالة لحماية التراث الوطني و الحفاظ عليه للأجيال الصاعدة.
أكد الجامعي، زهير مالكي، من قسم علم المكتبات و التوثيق بجامعة وهران 1 “أحمد بن بلة”، في محاضرة بعنوان “دور المتاحف في توثيق و دعم ملفات التصنيف الممتلكات الثقافية المادية و غير المادية”، أن توظيف التكنولوجيات الحديثة في تصنيف الممتلكات الثقافية ضروري في الوقت الراهن يطبعه الذكاء الاصطناعي في عالم المتاحف، التي تعتبر فضاءات تزخر بكنوز من التراث المادي و اللامادي و ذاكرة جماعية يجب الحفاظ عليها.
ويرى الأستاذ ، بأن التفكير في إنشاء قاعدة بيانات لكل الممتلكات الثقافية الموجودة بالمتاحف على مستوى الجزائر أمر ضروري لتثمين هذا التراث المعروض أو الموجود في مخازن المؤسسات المتحفية و تصنيفه وطنيا من أجل حمايته من السرقة، واسترجاعه في حالة تهريبه نحو الخارج.
من جهتها، أكدت الأستاذة، زهرة بن زاوية، في مداخلة بعنوان “دور المتاحف في تثمين التراث اللامادي في الجزائر” الأرشيف الشفهي نموذجا ، أن استخدام أدوات التكنولوجيات الحديثة على مستوى المتاحف الوطنية أصبح حتمية للتعريف بالمورث الثقافي خاصة التراث الشفوي و الحفاظ عليه، وأشارت إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لها دور كبير في الحفاظ على الذاكرة الجماعية خاصة و أن هذه التقنية تستقطب شريحة كبيرة من الشباب.
في هذا الشأن، ذكرت الباحثة أن متاحف المجاهد وطنيا تبذل جهدا كبيرا في مجال الحفاظ على الذاكرة الجماعية عبر جمع شهادات مجاهدين و عرض أشرطة وثائقية حول الثورة و غيرها من الأنشطة التي تبث عبر الفضاء الأزرق.
وأكدت محافظ المكتبات بمتحف “أحمد زبانة”، رشيدة هواري، على الدور المتحفي في توثيق و تثمين و حفظ التراث من خلال الجرد و التصنيف و جهود وزارة الثقافة و الفنون في حماية هذا التراث فيما تطرقت ملحق بالحفظ بالمؤسسة المتحفية ذاتها، فوزية مجدوب ، للدور التربوي و العلمي للمتاحف.