حملت الكشافة الاسلامية الجزائرية على عاتقها تنشئة الشباب، الذي رفع لواء النضال من أجل الحفاظ على الهوية الجزائرية وتحرير الجزائر من ظلم الاستعمار.
نشأت الحركة الكشفية الجزائرية إبان الإحتلال الفرنسي، كثمرة لظروف سابقة، فهي مستوحاة من الحركة الكشفية الدولية مع مراعاة المتطلبات الوطنية الجزائرية.
من رواد الكشافة الإسلامية، الشهيد محمد بوراس، أب الشبيبة الجزائرية، ومثال الوفاء والنضال من أجل تحرير الجزائر من براثين الإستعمار الفرنسي.
ولد محمد بوراس، يوم 26 فيفري 1908بمدينة مليانة، من عائلة متواضعة.
نشأ على حب العلم والمعرفة وايمان كبير وشب على الإخلاص والوفاء وحب الآخرين، تلقى تعليمه الابتدائي بالمدرسة الفرنسية بمسقط رأسه، لكنه غادر مقاعد الدراسة في سن مبكرة بعد حصوله على الشهادة الإبتدائية من مدرسة موربوحي الفرنسية.
تعرف بوراس منذ صغره على الأساليب الاستعمارية المنتهجة في حق الجزائريين وعانى التهميش في سن 16سنة، انتقل إلى عالم الشغل وعمل بمنجم زكار للحديد.
في 1922 انضم للجمعية الرياضية لألعاب القوى ثم تخصص في كرة القدم واصبح عضوا في فريق مليانة لكرة القدم ، ثم انتقل في 1926 وعائلته إلى العاصمة، وهنا عمل بمطحنة الحبوب بالحراش كمحاسب، وبعد عامين من العمل بميناء الجزائر ككاتب مصلحة البحرية اجتاز مسابقة التوظيف بتفوق.
كان محمد بوراس متعدد المواهب، انضم للفريق الأول لمولودية الجزائر في 1930وكان من أحسن لاعيبها.
سجل الشهيد للدراسة في جامعة الجزائر والتحق بكلية الحقوق، لكن ظروف الاحتلال الفرنسي حالت دون ذلك.
كان له اهتمام كبير بالتمثيل المسرحي، شجع على ظهور كثير من النوادي الثقافية والفنية والرياضية مثل نادي الكوكب التمثيلي الجزائر 1934.
شارك بتنظيم العديد من التظاهرات الجماهيرية احتجاجا على تدخل السلطات الاستعمارية وقمعها المتواصل للمواطنين الأحرار.
عمل على غرس الروح الوطنية في الشباب الجزائري وتربيتهم تربية صالحة، حصل على ترخيص بإنشاء حركة كشفية اسلامية جزائرية وحاول جعل هذه المنظمة الصغيرة في حجمها كبيرة في أهدافها وطموحاتها.
في سبتمبر 1940سافر بوراس إلى فرنسا لتقديم دروس في البحرية.
طلبت الإدارة الفرنسية دمج الكشافة الاسلامية بنظيرتها الفرنسية، فرفض ولم يرضخ لمطالب فرنسا وأجرى اتصالات مع الألمان لطلب المساعدة للتخلص من الإحتلال الفرنسي بالجزائر والحصول على الأسلحة.
بعد عودته إلى الجزائر ظل تحت مراقبة الاستخبارات الفرنسية وقدم استقالته من المنظمة في 16مارس 1941، القي عليه القبض من طرف مكافحة التجسس الفرنسية وأحيل على المحكمة العسكرية يوم 14ماي 1941، وصدر قرار اعدامه ونفذ فجر 27ماي 1941 رميا بالرصاص في الميدان العسكري حسين داي.