استطاعت السينما الثورية من خلال الرواية المدعمة بالمراجع الثورية في مجملها، أن تقدّم بشكل كبير الصورة العظيمة لنضال الجزائريين، وأن توثّق لمختلف المراحل التاريخية التي عايشها، وأن ترصد الواقع التاريخي في كلّ جوانبه..
يرى الروائي المهدي ضربان،في حديث لـ”الشعب”، أنه من المحطات الإيجابية التي نسعد أن نعايش معناها في الجزائر، هو ذلك المنحى الايجابي الذي صنعته الأفلام الثورية في الجزائر حينما عايشنا لفترة عقدين من الزمن من انتاج العشرات من الافلام الثورية الخالدة، والتي رسّخت مجدا نضاليا جادا رصد محطات ثورتنا وتاريخها عبر مشاهد خلدها التاريخ السينمائي.
وذكر محدثنا، أن الأعمال السينمائية ذات الصبغة الثورية تركت بصمات واضحة على الساحة الفنية الوطنية، بل وحتى على مستوى المشهد الثقافي العربي برمته، وحصدت الجوائز والتكريمات ولاقت الاستحسان، وحري بنا ـ يقول ضربان – أن نستقصي روح وهجها الثوري نظرا لما تتوفّر عليه من مقومات فنية عالية.
وفي ذات الصدد، تحدث ضربان عن الفيلم الجزائري، الذي نال السعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي عام 1975، “وقائع سنين الجمر”، وقال إن هذا الفيلم قام بتصدير تاريخ الجزائر للعالم ورسم منهجية ثورية تعرّف عبرها العالم على تاريخ الجزائر، موضحا أن الافلام التي رصدت هذا النهج بصورة جادة، ترمي إلى تعليم الاجيال هذا البعد النضالي الذي يجعل من النص الروائي ملحمة نضالية، سلوكا وموقفا ومعنى نضاليا يسعى إلى ترسيم وعي ونهج يخدم الرؤى الفنية التي تساير الابداع.
تطرّق ضربان، أيضا إلى رصيد السينما الجزائرية من أفلام جاءت لتصنع وترسخ هذا المنهج الثوري العظيم في الجزائر.
وفي سياق متصل، ذكر ضربان بعض الأفلام التي ركّزت على الهوية الوطنية والنضال فقال: فيلم ..”فجر المعذبين..” من إخراج أحمد راشدي، وإنتاج المركز الوطني للسينما (1965)، فيلم “الليل يخاف من الشمس” لمخرجه مصطفى بديع، ومن إنتاج المركز الوطني للسينما والإذاعة والتلفزة الجزائرية (1965)، “معركة الجزائر” من إخراج جيليو بنتيكورفو.
وإنتاج قصة فيلم (مؤسسة سينمائية لسعدي ياسف (1966)، “ريح الأوراس” للمخرج محمد الأخضر حمينة، وإنتاج الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية (1966)، فيلم “الخارجون عن القانون” من إخراج توفيق فارس، وإنتاج الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية (1969).
“العفيون والعصا” من إنتاج الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية (1969) لمخرجه أحمد راشدي، فيلم “دورية نحو الشرق” إخراج عمار العسكري وإنتاج الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية (1971).
فيلم “وقائع سنين الجمر” من إخراج محمد الأخضر حمينة وانتاج الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية (1974)، فيلم “ريح الجنوب” للمخرج محمد سليم رياض ومن إنتاج الديوان الوطني للتجارة والصناعة السينماتوغرافية (1975).
وختم ضربان قائلا: “إننا نعيش هذا المعنى الجميل كلما عشنا لقطات من هذه الافلام الخالدة، لكن في الوقت نفسه نقول إن الأمر لا يتوقّف على عينة من أفلام أنتجناها وكفى.. بل علينا أن نعيش نفس هذا الواقع حينما نعيد للفيلم الثوري وهجه ونعيش تلك المحطات”.