كانت مقاومة الجزائريين على أشدها، حيث قاد رجالات الجزائر ثورة عادلة ضد المستعمر الفرنسي بقيت راسخة في الأذهان، وكتب عنها التاريخ إلاّ ان كاتب التاريخ قد يغفل معركة ويسهو عن بطولات لا يعلمها الا القليل ممن عايشوا تلك الفترة.
ومن بين الاحداث الدامية، التي شهدتها ولاية سيدي بلعباس، اشتباك وقع وسط المدينة صائفة 1961 ولم يسجل عنه التاريخ الا القليل.
وقع الاشتباك صائفة 1961 و بالضبط فجر 11 أوت بالحديقة العمومية بمدينة سيدي بلعباس، بالقرب من الثكنة العسكرية للفيف الأجنبي ووسط الأحياء الأوروبية آنذاك بحي تيار ( الساقية الحمراء حاليا)، حيث لجأ ثلاث مجاهدين الى منزل رفيقهم سي بلقاسم، المتواجد داخل الحديقة العمومية للتخطيط والاستعداد للقيام بهجوم على مواقع اللفيف الأجنبي.
فشل تخطيطهم عندما القت السلطات الفرنسية القبض على المناضل، الذي كان مكلفا بجمع الأموال وبعد استنطاقه تحت التعذيب اعترف عن مكان تواجد رفقائه . وقد حاصر الجيش الفرنسي فجر 11 أوت 1961 داخل وخارج الحديقة العمومية، وطالب قائدهم الفدائيين بالاستسلام لكن دون جدوى، فالكل رفض الانصياع وقابلوا ذلك بإطلاق النار ما أسفر عن مقتل جنديين من الجيش الاستعماري وجرح آخر عندما حاولوا الإقتراب من المنزل لمهاجمة المجاهدين.
وبسبب كثافة الأشجار، التي كانت تحيط بالمسكن استحال على المستعمر الفرنسي النيل من المجاهدين، ما دفع به إلى إستعمال قنابل الفوسفور والمدافع الرشاشة والهاون مدجج بسيارتين مصفحتين من نوع ( AM8)، لقتل المجاهدين أو إجبارهم على الاستسلام.
قوات كبيرة للمستعمر قابلها المجاهدين سي محمود، ورفقائه بن دومة، محمد المدعو “سي عبد المجيد الوهراني”، وسي بلقاسم، برصاص سلاحهم بكل شجاعة إلى غاية اللحظات الأخيرة من استشهادهم.
وعند سماع خبر استشهاد المجاهدين، تعالت زغاريد النساء من أحياء وسط مدينة سيدي بلعباس، وأحياء سيدي الجيلالي، لما قدمه المجاهدين من تضحية للجزائر.
وحسب شهادات بعض المجاهدين، فان الشهداء الثلاث لم يعثر على جثتهم، التي تفحمت ولم يعين لهم قبر لحد الان وأصبحت الحديقة العمومية تحمل اسم حديقة الشهداء.