أحيت ولايتا قسنطينة وسكيكدة اليوم السبت، الذكرى ال67 لاستشهاد زيغود يوسف (1921-1956) مهندس هجومات الشمال القسنطيني (20 اوت 1955).
توجهت سلطات الولايتين المدنية و العسكرية و أفراد الأسرة الثورية، إلى مقبرة الشهداء ببلدية زيغود يوسف، حيث رفع العلم وعزف النشيد الوطني و قراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار.
في هذا الصدد، أكد الأمين الولائي لمنظمة أبناء الشهداء، جمال عساس، بالمناسبة أن ذلك البطل قد حقق أمنيته التي طالما حدث جنوده عنها بالانتقام للشهيد مراد ديدوش، من الاستعمار الفرنسي و ذلك من خلال تنظيمه لهجومات 20 اوت 1955.
واضاف بأن الشهيد زيغود يوسف، استشاط غضبا و غيظا بعد أن اغتالت القوات الاستعمارية قائده و قدوته الشهيد ديدوش، لذا قرر الثأر له بتنظيم هجومات الشمال القسنطيني وهي الأمنية التي عمل على تحقيقها انتصارا للقائد الأول للولاية التاريخية الثانية و للثورة الجزائرية ككل.
اعتبر المتحدث أن زيغود يوسف، مهندس هجومات 20 أوت 1955 و الذي تحمل قرية مسقط رأسه “السمندو” إسمه حاليا، قد ساهم أيضا في فك الحصار على منطقة القبائل إضافة إلى إعادة الهيبة للكفاح المسلح إبان الثورة التحريرية.
وأبرز دور هجومات الشمال القسنطيني في تدويل القضية الجزائرية في هيئة الأمم المتحدة.
تخلل الاحتفالية تنظيم معرض للصور التاريخية بمركز التسلية بوشريحة بولعراس، ببلدية زيغود يوسف، و تقديم مداخلة حول الشهيد من طرف الأستاذ علي عزاز، وشهادات حية لمجاهدين حول مسيرة نضال الشهيد البطل.
وبسكيكدة توجه الوفد المكون من السلطات المدنية و العسكرية إلى مكان النصب المخلد لذكرى استشهاد زيغود يوسف، بمنطقة الحمري ببلدية سيدي مزغيش حيث ترحم على روحه الطاهرة وقراءة فاتحة الكتاب ووضع إكليل من الزهور.
وبالمناسبة قدمت محاضرات تاريخية من قبل باحثين أكاديميين بالمكتبة البلدية لسيدي مزغيش، حول شخصية العقيد زيغود يوسف، حيث تطرق أستاذ التاريخ بجامعة سكيكدة، محمد قويسم، إلى السيرة الذاتية للشهيد و الخطوط العريضة التي ميزت كفاحه، من أهمها عبقريته في التخطيط والتحضير لهجومات 20 أوت 1955.
ذكر الأستاذ قويسم، أن الشهيد الذي ولد في 18 فيفري 1921 بقرية “سمندو” التي تحمل اليوم اسمه بولاية قسنطينة دخل المدرسة الابتدائية الفرنسية في صغره إلى جانب تردده على الكتاتيب القرآنية لتعلم اللغة العربية والدين الإسلامي وحفظ القرآن الكريم.
وأضاف الباحث، أن الشهيد بدأ النضال ضمن حزب الشعب الجزائري وعمره لم يكن يتجاوز 17 عاما، ثم التحق بصفوف الحركة من أجل انتصار الحريات الديمقراطية ليصبح فيما بعد عضوا نشطا ضمن المنظمة الخاصة، وكان عضوا ضمن مجموعة الـ22 التاريخية حيث شارك في التحضيرات لاندلاع ثورة التحرير.
كان نائبا للشهيد مراد ديدوش، قبل أن يخلفه في قيادة الولاية التاريخية الثانية عقب استشهاده، حيث كان زيغود يوسف مهندس هجمات الشمال القسنطيني في 20 أوت 1955 التي شكلت منعرجا حاسما في مسيرة كفاح الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي والتي كانت أول نوفمبر ثاني” –على حد تعبيره-.
وأوضح قويسم، أنه لدى عودة الشهيد من مؤتمر الصومام الذي انعقد في 20 أوت 1956 وعندما كان يتنقل من أجل إعادة تنظيم الأفواج و شرح قرارات مؤتمر الصومام وقع في كمين بالمكان المسمى “الحمري” بأعالي سيدي مزغيش بولاية سكيكدة، حيث استشهد بتاريخ 23 سبتمبر 1956 عن عمر ناهز 35 سنة.
كرمت والي سكيكدة إبنة الشهيد البطل زيغود يوسف، شامة زيغود، عرفانا بما قدمه والدها في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، واستلم التكريم نيابة عنها رئيس مؤسسة الشهيد زيغود يوسف البروفيسور أحسن تليلاني.