أحيت منطقة رافور (إيواقورن) ببلدية امشدالة (شرق البويرة)، اليوم السبت، الذكرى الـ 66 لتدمير فرنسا الاستعمارية لقرية لجديد و ترحيل سكانها يوم 4 نوفمبر 1957.
توافد صبيحة اليوم العشرات من المواطنين (رجالا ونساء) من منطقة رافور نحو قرية لجديد، بمرتفعات امشداله، جنوب جبال جرجرة، من اجل إحياء ذكرى حرق جيش فرنسا لهذه القرية وترحيل سكانها ذات 4 نوفمبر 1957.
قال المجاهد حسين إيدير، في تصريح ل/وأج:” هذا التاريخ محفور في ذاكرتنا، كونه يرمز إلى حدث مأساوي قامت خلاله قوات الاستعمار الفرنسي بإحراق قرية لجديد، وترحيل سكانها بعد الاشتباه بوجود عدد كبير من مناضلي جيش التحرير الوطني بهذه المنطقة ذات التضاريس الوعرة”.
وأضاف، أن الهدف من هذه العملية كان عزل مجاهدي جيش التحرير الوطني ومنعهم من التواصل مع السكان، وأشار إلى ترحيل سكان لجديد، من قريتهم، بحيث انتقل البعض إلى امشداله، أو أحنيف، فيما سلك آخرون الطريق نحو سلوم.
وتذكرت نساء مسنات من القرية ممن عايشن هذا الحدث المأساوي، بكثير من الحزن و التأثر. وقالت السيدة فاطمة، التي بلغت الثمانين، أن جيش فرنسا حاصر المنطقة بأكملها و منحهم مهلة يومين لمغادرة القرية.
وتميزت هذه الاحتفالية، التي بادرت بها جمعية “ثادوكلي”، بالتعاون مع لجنة حكماء قرية رافور، بإعداد برنامج ثري بتنظيم مسيرة إلى قرية لجديد القديمة، شارك فيها عشرات المواطنين. كما نظمت جامعة البويرة ملتقى وطنيا حول الإستئصال الاجتماعي خلال حرب التحرير الوطنية،بمشاركة أساتذة و باحثين في التاريخ.
وقام المخرج سعيد عولمي، وفريقه بتصوير شهادات بعض السكان ممن عايشوا الحدث حول تدمير قريتهم و ترحيل سكانها قسرا نحو معسكر “ليتوال”، الذي أقيم بما يعرف منطقة رافور حاليا.
سجل الحدث عرض فيلم “الإعدام”، للمخرج يوسف محساس، بسينما مدينة امشداله وسط جمهور غفير، وبنفس المناسبة دشنت السلطات المحلية نصبا تذكاريا يحمل أسماء 41 شهيدا.