أوصى مشاركون في الملتقى الوطني حول “رؤية الشباب لتاريخ الفاتح من نوفمبر 1954″، بجامعة سيدي بلعباس، بضرورة تنسيق الجهود ما بين الباحثين في التاريخ والطلبة الجامعيين من أجل إثراء البحوث التاريخية والمعرفية حول الثورة المجيدة وتوظيفها في المشاريع، التي تخدم علاقة الشباب بتاريخهم الثوري و الوطني.
دعا متدخلون في هذا الملتقى، الذي اختتمت أشغاله اليوم الاثنين، إلى توجيه طلبة الدكتوراه والماستر في البحث لإنجاز أطروحات ومذكرات حول موضوع توعية الشباب بتاريخ الجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي مع استغلال الشهادات الحية والأرشيف.
وأكد ياحثون، على ضرورة تفعيل دور الباحث الجزائري في نشر الوعي بأهمية التاريخ الوطني وذلك بناء على توجيهات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، ضمن رؤية الجزائر الجديدة، التي تولي أهمية للحفاظ على الذاكرة الوطنية ومطالبة الشباب بالمحافظة عليها.
ودعوا أيضا إلى الاستفادة مما تتيحه التكنولوجيا ووسائط التواصل الاجتماعي في ظل الإقبال الكبير للشباب والناشئة عليها بغية نشر الوعي بالتاريخ الثوري الوطني، وأهميته في بناء مستقبل الجزائر، وجعل الملتقيات الوطنية التاريخية مؤتمرات دولية، وإدراج محور دور المجتمع المدني في ترقية الاهتمام بالتاريخ.
شدد رئيس هذا اللقاء الدكتور جبران لعرج، من جامعة سيدي بلعباس في مداخلة بعنوان “ثورة الفاتح نوفمبر: نظرة عن النتائج والعبر” على أهمية أن ينظر شباب اليوم لتاريخ الثورة بصفة خاصة ولتاريخ الجزائر بصفة عامة و يقرؤونه قراءة متأنية يستنبطون من خلالها العبر، ويتواصلون من خلال التاريخ مع الشباب الذي فجر الثورة التحريرية.
من جهته أبرز عميد كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية للجامعة البروفيسور قادة الأحمر، أهمية دور الشباب في مقاومة المستعمر الفرنسي من خلال التوعية الفكرية في إطار النضال السياسي، الذي مهد لقيام الثورة التحريرية المجيدة باعتبار أن معدل أعمار مفجري الثورة كان لا يتجاوز العشرينات.
وطالب الباحث، بضرورة التركيز على نظرة شباب اليوم لتاريخه من خلال تقريب صورة تاريخ الثورة وتقديم المادة التاريخية بأسلوب مشوق وحديث يكون أقرب لجيل الشباب من منظور جديد يتماشى مع التطورات الحاصلة.
للتذكير، فقد نظم هذا الملتقى الوطني على مدار يومين بمبادرة كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية لجامعة جيلالي اليابس لسيدي بلعباس، بمشاركة أساتذة باحثين من تسع جامعات.