أحيت ولايتا قالمة وسوق أهراس، اليوم الأحد، الذكرى الـ69 لاستشهاد البطل باجي مختار (1919-1954)، عضو مجموعة ال22 التاريخية.
إلتقى وفد مشترك السلطات المدنية والعسكرية ومجاهدون، من الولايتين على مستوى النصب التذكاري للشهيد باجي مختار، ببلدية مجاز الصفاء، على الحدود بين الولايتين، التي تحمل اسمه،أين وضعت باقة من الزهور وعزف النشيد الوطني وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء الأبرار.
شكلت المناسبة فرصة لاستحضار المواقف البطولية للشهيد، الذي كتب له أن يستشهد رفقة ثلاثة رفاقه في السلاح ومعهم أول شهيدة في الثورة شايب دزاير، بمزرعة دالي بن شواف، بمجاز الصفاء وذلك بعد 19 يوما فقط من اندلاع الثورة التحريرية المباركة، التي شارك في الإعداد لها رفقة إخوانه المجاهدين من مجموعة ال22 التاريخية.
قبل إشرافه على تشكيل أول فوج مسلح لتفجير الثورة بالمنطقة الشرقية للبلاد، حيث نفذ عمليات عديدة ناجحة على مستوى أقاليم بلديات حمام النبائل، ومجاز الصفاء، ووادي الشحم.
وأفاد الأمين الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين بقالمة، مسعود رقيق، في كلمة له بعين المكان بأن الشهيد باجي مختار، ولد في 17 أكتوبر 1919 بعنابة من أسرة معروفة بالعلم والأدب مكونة من الأب والأم و4 أطفال.
زاول دروسه الأولى بمدرسة الأهالي آنذاك بالمدينة ذاتها قبل أن يتنقل رفقة أبيه إلى سوق أهراس.
وأضاف أن البطل، الذي استشهد وهو في ريعان شبابه عاش 35 سنة سخر فيها كل جهده منذ نعومة أظافره لخدمة القضية الوطنية، وكان هدفه الوحيد هو الاستقلال.
وتطرق المتحدث إلى المحطات النضالية والبطولية التي تركها الشهيد للأجيال المتعاقبة بداية من انخراطه المبكر في صفوف الكشافة الإسلامية والحركة الوطنية بين 1940 و1941.
وتمكنه من الهروب من أداء الخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش الفرنسي في 1944 وذلك بعد تعمده الصيام لفترة طويلة حتى يهزل جسده وينقص وزنه بشكل حاد ليتفرغ بعدها لتكوين رجال الثورة وتدريبهم على القتال والتلاحم، قبل انضمامه إلى المنظمة الخاصة في 1947 ثم مشاركته في اجتماع الـ22 وتولى التحضير للثورة في منطقة قالمة وسوق أهراس.
وأكد رقيق، أن الفوج المسلح الذي أعده باجي مختار، لتفجير الثورة المباركة بالناحية الشرقية تمكن خلال الأسبوعين الأولين من نوفمبر 1954، من تنفيذ عمليات ناجحة كبدت العدو الفرنسي خسائر كبيرة من بينها الهجوم على منجم الناظور، وتحطيم الجسر الرابط بين سوق أهراس والمشروحة، وجسر عين تحميمين، بمجاز الصفاء.
وأشار الى، أن استشهاد باجي مختار، كان بعد اشتباك كبير مع العدو الفرنسي في معركة الرقاقمة.
بالمناسبة كرم مجاهدون وأرامل شهداء من المنطقة، لتتوجه بعدها السلطات المدنية والعسكرية لولاية سوق أهراس إلى النصب التذكاري الآخر المخلد للشهيد باجي مختار بمحور الدوران بمدخل مدينة سوق أهراس، حيث وضعت باقة من الزهور وتلاوة فاتحة الكتاب على أرواح الشهداء الأبرار.