أكد مجاهدون وإعلاميون، على واقعية أفكار الطبيب والمناضل والفيلسوف، فرانس فانون، التي حاربت العنصرية الإستعمارية ضد السود والجزائريين، وهي ما نشهدها اليوم ضد الفلسطيين.
استعرض المجاهد محمد رباح، في ندوة تاريخية نظمتها جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع يومية المجاهد، شهادات وكتابات لأطباء عملوا مع فرانس فانون، في مستشفى البليدة، منهم أليس شاكي، مساعده، ومخلوف وعلي لونغو، والمطرب عبد الرحمان عزيز، والذين أجمعوا على أنه كان ثوري وطبيب نفساني مدافع وإنساني في التعامل مع المرضى الجزائريين ضحايا التعذيب الإستعماري.
وأضاف، أن فانون، تعرف على مأساة الجزائريين من خلال مرضاه بمستشفى البليدة، وسرعان ما عاين عن قرب تأثيرات الاستعمار النفسية، وطبق أساليب جديدة في العلاج النفسي كإلغاء استخدام “سترة المجانين”، كما اعتمد وسائل ذات علاقة بثقافة المرضى كالألعاب والغناء والقصص، وفي هذا الصدد، أنشأ فرقة موسيقية بقيادة المطرب عبد الرحمان عزيز، هذا الأخير أدى دورا كبيرا في علاج المرضى من خلال أغانيه.
وتحدثت، الصحفية غنية سيدي عثمان، عن الشريط الوثائقي الذي أعدته عن فرانس فانون، في 52 دقيقة، والذي كلفها 6 اشهر من العمل والبحث، وأكدت أن المفكر والمناضل فرانس فانون، له تاريخ مشرق في تاريخ الجزائر، هو من جزر المارتنيك، لكنه كان مشبع بأفكار خاصة تأثره بالشاعر الكبير المارتنيكي ايميل سيزار.
وأضافت:” عندما جاء الى الجزائر، وجد ان تلك الأفكار والرؤى، التي كان يؤمن بها تجسدت في الثورة الجزائرية، فإعتنق الثورة واعتنقته هذه الأخيرة، وأصبح هو من ابطال الجزائر، فعلينا نحن ان نقدم ابطالنا في اجمل صورة”.
وأبرزت الصحفية، واقعية أفكار فانون، وهي صالحة في زماننا، أظهرت علاقة المستعمر بالمستعمر، وقالت:” ما نعيشه اليوم يؤكد أن فانون، كان على حق، أزال الستار عن الوجه القبيح للحضارة الغربية، وعلاقة المستعمر بكسر الميم مع المستعمر بفتح الميم، الذي يرفض كل ما هو غير أوروبي ومستعد أن يقضي على شعب بكامله”.
وأضافت، أن فانون، أكد أن العنف ضروري في الدفاع عن الأرض والهوية، وأن الواقع أبان عن صدق نظريته، داعية الأجيال للتعرف على أعلام وأبطال الجزائر.
وأشارت إلى أن هذا المناضل المارتنيكي، عالج الكثير من المجاهدين خفية في المستشفى منهم مفدي زكرياء، وفي جبال الشريعة.
انضم إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية، وكتب عن قضايا الاستعمار وإنهائه، ونظّر لثورة الشعوب وتفكيك الاستلاب (الاغتراب الاجتماعي) الذي يسببه الاستعمار لضحاياه.
وأكدت المتحدثة، أن فانون، أنشأ ملعب ومقهى وأراضي زراعية للمرضى.
فرانس فانون، طبيب ومناضل وفيلسوف فرنسي جزائري من مواليد 1925، بعد استقالته أصدرت السلطات الاستعمارية قرارا بطرده من الجزائر، فإلتحق بجبهة التحرير الوطني في تونس، وعمل في وسائلها الإعلامية، منها صحيفتا “المقاومة الجزائرية” و”المجاهد”.
تولى فانون مهمات دبلوماسية لصالح الجبهة، كان ممثلها في بلدان أفريقيا جنوب الصحراء، وكان يسافر في هذه الفترة بجواز سفر صادر عن المملكة الليبية باسم “عمر إبراهيم فانون”.