أجمع مشاركون في ندوة تاريخية بعنوان “أبعاد وآثار مقاومة الشيخ بوعمامة “، نظمت بالمركز الجامعي “صالحي أحمد”، للنعامة اليوم الاثنين، أن المقاومة الشعبية، مكنت من صد التوسع الإستعماري الفرنسي بالجنوب الجزائري لمدة ربع قرن وألحقت به خسائر فادحة.
أبرز الباحث في التاريخ مرين براهيم، من المركز الجامعي للنعامة، أن هذه المقاومة الباسلة، بمنطقة الجنوب الغربي للجزائر التي توصف من أقوى المقاومات الشعبية ضد المستعمر الفرنسي خلال القرن التاسع عشر بعد تلك التي قادها الأمير عبد القادر، نجحت في الوقوف في وجه المشاريع الإستعمارية الفرنسية في الجنوب الغربي للجزائر وواجهت سياسة الجمهورية الفرنسية الثالثة، التي كانت ترمي إلى إتمام عمليات الإحتلال الشامل للجزائر.
وأضاف أن الشيخ بوعمامة (1830ـ 1908)، خاض هذه المقاومة بداية من 27 أفريل 1881 بمنطقة مغرار التحتاني (النعامة) بتنظيم عسكري محكم وإنضمت إليه عشرات القبائل من أجل الدفاع عن كرامة السكان المحليين في مواجهة الاحتلال، وسياسة البطش الإستعمارية المنتهجة لفرض سيطرتها على مناطق الجنوب الوهراني بسن قوانين جائرة والإستيلاء على الأراضي ومطاردة السكان.
ومن جهته ذكرالأستاذ عبد الغني رميثة، أن الإنتصارت التي حققها الشيخ بوعمامة، في العديد من المواجهات ضد العدو وأهمها معركة “تازينة” في 19 ماي 1881 بمنطقة الشلالة، ومعارك تاغيت، وجنان الدار، والمنقار، وخلف الله، وشط تقري، جعلت المستعمر الفرنسي يستعمل القوة في التعامل مع سكان تلك المناطق، والذي لم يصل إلى أي منطقة و إلا وحاول ضباطه إرهاب السكان بإرتكاب المجازر لمحاصرة الثوار بعد أن بلغت المقاومة مستوى من التنظيم إلى حد تشكيل قوة عسكرية وهيكلة جيش كبد المستعمر هزائم مريرة.
وللإشارة فقد نظمت هذه الندوة بمبادرة من قسم التاريخ لمعهد العلوم الانسانية للمركز الجامعي صالحي أحمد للنعامة، بمناسبة إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1960 .