أكد مجاهدون، يوم الخميس، ببومرداس، أن معركة وادي هلال، الشهيرة ببغلية (شرق) واحدة من أمهات وأوائل المعارك، التي دارت رحاها بالولاية التاريخية الثالثة بعد أقل من شهرين من إندلاع ثورة الفاتح نوفمبر 1954، حيث حقق خلالها تسعة مجاهدين نتائج مبهرة بعتاد قتالي بسيط.
جاءت هذه الشهادات خلال ندوة تاريخية إحياء للذكرى ال 69 لهذه المعركة ( 22 ديسمبر 1954 ) نظمت بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية ببومرداس، بحضور وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة والأسرة الثورية وعائلات الشهداء والسلطات الولائية و جمعيات المجتمع المدني.
استنادا لشهادات ذكرت بالمناسبة من طرف مجاهدين عايشوا المعركة على غرار محمد بن صايبي، ومازاري علي، ورابح ظريف وحسبلاوي إبراهيم، تكمن أهمية هذه المعركة في التضحية والصمود البطولي لتسعة مجاهدين كان سلاحهم يومها خفيفا وقديما واجهوا به حصارا شاملا لجيش إستعماري قوامه 8000 عسكري مدجج بالأسلحة الثقيلة والمدفعيات والطيارات الحربية.
تميزت هذه المعركة غير المتكافئة، التي جرت بوادي هلال، بقرية شرابة بضواحي بلدية بغلية بنتائجها المبهرة وغير المنتظرة، حيث كبدوا جيش الاحتلال مقتل 31 جنديا نظاميا من ضمنهم ضابطين وجرح 80 منهم، إلى جانب خسائر معتبرة في السلاح و العتاد، وفقا لذات الشهادات.
وذكر مؤرخون، على غرار أستاذ التاريخ بجامعة الجزائر2، علال بيتور، أن هذه المعركة تواصلت على مدار 11 ساعة ابتداء من الساعة الخامسة صباحا، عندما شرع الجيش الفرنسي بتطويق وفرض حصار شامل على مستوى منطقة وادي هلال، بقرية شرابة، ثم شدد الحصار أكثر على منزل عائلة الحداد، الذي كان يوجد به المجاهدون التسعة لقضاء ليليتهم، وعقب ذلك انطلقت المقاومة وتوسعت.
وأضاف متدخلون أن هذه المعركة خلدها تسعة أبطال خمسة منهم استشهدوا بعين المكان و هم قائد المعركة أمحمد القالمي، الحداد رزقي، عيبدة السعيد، محمد قاسيمي ، وعباس محمد وأسر ثلاثة منهم وهم علي إيدير، محمد شيخ، ومحمد بن محمود، و هو من أصل تونسي.
إضافة إلى هروب ونجاة واحد فقط وهو محفوظ عبديش، الذي روى مجريات المعركة من داخلها و بكل تفاصيلها.
تضمن برنامج هذه اللقاء عرض فيلم وثائقي من 17 دقيقة من إخراج هشام رماضي، بعنوان “ملحمة عرش بني ثور: معركة واد هلال 22 ديسمبر 1954 “، الذي يؤرخ لحيثيات و بطولات هذه المعركة من خلال تسجيل شهادات حية لمجاهدين عايشوا هذه المعركة وشهادات لمتوفين سجلت سابقا وأدرجت ضمن هذا الشريط.
وبالمناسبة كرمت عائلة الملازم حمود بوكرشة، المدعو خالد الجزائري، ابن بلدية بودواو، الذي كان يشغل منصب الحارس الشخصي للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، واستشهد في 1981 في لبنان، إلى جانب تكريم عائلات الشهداء ومجاهدين شاركوا في معركة واد هلال التاريخية.