أكد مشاركون في فعاليات ندوة تاريخية، اليوم الثلاثاء، بالمتحف الجهوي لولاية خنشلة بمناسبة الذكرى الـ67 لإضراب الثمانية أيام أن الإضراب كانت له أهمية كبرى في تدويل القضية الجزائرية في المحافل الدولية.
أبرز باحثون، أن إضراب الثمانية أيام، الذي دعت إليه لجنة التنسيق والتنفيذ بجبهة التحرير الوطني بالتنسيق مع قادة الولايات الست كان سببا في إسماع صوت القضية الجزائرية بهيئة الأمم المتحدة، التي فتحت المجال خلال دورتها ال، 12 لمناقشة قضية الجزائر.
أوضح عبد الحميد لعيور، رئيس المجلس العلمي والتقني للمتحف الجهوي للمجاهد، أن إضراب الثمانية أيام كان بمثابة انتصار سياسي في المجال الدولي، حيث عرضت القضية الجزائرية على هيئة الأمم المتحدة ومناقشتها لمدة 10 أيام كاملة لتتوج بالتصويت على مشروع قرار اعتبر الجزائر من القضايا الدولية، التي ينطبق عليها ميثاق الأمم المتحدة في تقرير المصير.
وأضاف رئيس المجلس العلمي والتقني للمتحف، أن الإضراب كان بمثابة انتفاضة شاملة اندفع فيها الجزائريون بكافة أطيافهم، وأكد تلاحمهم مع الثورة التحريرية المجيدة وجيش وجبهة التحرير الوطنيين من أجل الاستقلال.
من جهته، أبرز الدكتور صالح قليل، أستاذ محاضر بكلية العلوم الاجتماعية والإنسانية بجامعة الشهيد عباس لغرور، أن إضراب الثمانية أيام كان بمثابة فرصة لوكالات الأنباء ومراسلي الصحف الأجنبية لكشف الصورة الواقعية، التي يعيشها الجزائريون في ظل الاحتلال الفرنسي وإيصالها للرأي العام لاسيما ما تعلق منها بالأساليب القمعية، التي استعملتها السلطات الفرنسية لإفشال الإضراب.
ذكر الباحث، بأنه من أجل وقف الإضراب قامت فرنسا الاستعمارية برد فعل رهيب بقتل 1.500 فدائي جزائري في الوقت، الذي يجهل لحد الآن مصير 4 آلاف شخص آخر أعتقلوا ولم يظهر لهم أثر لحد الآن.
أبرز رياض بن غلاب، رئيس المكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين في مداخلة له دور التجار خلال تلك المحطة التاريخية البارزة مثلما أسماها لا سيما فيما تعلق بإيصال المؤونة ومختلف الإعانات إلى المجاهدين عبر كافة ولايات الجزائر.
من جهته، أكد أحمد حفصي التيجاني، مدير المتحف الجهوي للمجاهد بخنشلة، خلال كلمة افتتاحية للندوة التاريخية بأن “إضراب الثمانية أيام كذب مزاعم الاستعمار الفرنسي، الذي كان يروج لفكرة استقرار الوضع بالجزائر وبأن القضية الجزائرية هي قضية داخلية لا يجب أن تنظر فيها الأمم المتحدة و أبان للرأي العام العالمي موقف الجزائريين ووقوفهم إلى جانب الثورة المجيدة واقتناعهم بفكرة الاستقلال من الاستعمار الفرنسي الغاشم”.
كرم خلال هذه الندوة التاريخية، التي نظمتها مديرية المجاهدين و ذوي الحقوق بولاية خنشلة، بالتنسيق مع المتحف الجهوي للمجاهد والمكتب الولائي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين بمناسبة الذكرى الـ 67 لإضراب الثمانية أيام ممثلين عن الأسرة الثورية وأساتذة جامعيين وباحثين في تاريخ الجزائر.