تحي الجزائر والشقيقة تونس، غدا الخميس، الذكرى الـ66 لمجزرة ساقية سيدي يوسف، التي امتزج فيها الدم الجزائري والتونسي.
شهدت قرية ساقية سيدي يوسف، الواقعة على الحدود الجزائرية التونسية على الطريق المؤدي إلى مدينة الحدادة الجزائرية التابعة اداريا اليوم لولاية سوق أهراس، صبيحة الـ8 فبراير 1958 هجوما فرنسيا جوا على هذه القرية الأمن سكانها مخلفة مجزرة إنسانية راح ضحيتها النساء والأطفال.
شكلت قرية ساقية سيد يوسف، منطقة استراتيجية لوحدات جيش التحرير الوطني المتواجد على الحدود الشرقية، حيث استخدمت كقاعدة خلفية للعلاج واستقبال المعطوبين ومنطلقا للعمليات العسكرية البرية والجوية ضد القوات الفرنسية المتواجدة شرق الجزائر.
في هذا الصدد، يشير الدكتور خالد بوهند، من جامعة الجيلالي اليابس بسيدي بلعباس، في دراسة بعنوان ” البعد الدولي لساقية سيدي يوسف بتونس”، أنه خلال الفترة من 1957 إلى 1958 سجل أكثر من 50 هجوما بريا قاده جيش التحرير الوطني انطلاقا من الأراضي التونسية، و26 هجوما وقع بمنطقة ساقية سيدي يوسف لوحدها، حيث كبدوا قوات الإحتلال 23قتيلا و42 جريحا وأربع مفقودين.
وعن رد فعل الصحف الأجنبية، قال الباحث أن هناك جريدة اسكتلندية ليبرالية مستقلة تسمى Scotsman، نددت بهذه الجريمة واعتبرتها وصمة عار في جبين المجتمع الغربي، وتحدثت صحيفة New Chronical، بأن النتيجة المترتبة عن هذا القصف هي تدويل الصراع الذي كانت فرنسا تحاول ان تتفاداه دائما.
وقالت:” لقد كان الفرنسيون يراهنون على ان المشكل الجزائري هو داخلي لا يمكن حله إلا بواسطة الفرنسيين أنفسهم، هذا الرأي كان مقبولا من طرف حلفاء فرنسا سابقا ولكن من البديهي ان قصف بلد آخر سيد (تونس) هو بمثابة اعلان حرب وليس اجراء بوليسي بسيط”.
وأضافت:”لا يمكن لأي حال من الأحوال ان تغض الولايات المتحدة الامريكية ولا بريطانيا الطرف عن ما اقترفه سلاح الجو الفرنسي لأنه سيؤدي بدول عدم الإنحياز أو القوميون المتشددون لمناهضة المصالح الغربية..”.
وكانت هذه المجزرة عملا انتقاميا من جيش الاستعمار الفرنسي، الذي تعرض لهزيمة نكراء إثر معركة “جبل الواسطة”، التي جرت وقائعها في 11 يناير 1958، قتل 16 عسكريا من جنود الاحتلال وأسر أربعة آخرين.
قام جيش التحرير الوطني بمحاكمتهم ومعاملتهم كأسرى حرب من طرف الكتيبة الثالثة لجيش التحرير الوطني بقيادة العقيد الطاهر زبيري، قبل إطلاق سراحهم فيما بعد في إطار المفاوضات بين جبهة التحرير الوطني وسلطات الاحتلال.