يروي المجاهد والضابط في الجيش الشعبي الوطني سي محند الطاهر بوزغوب، في مذكراته بعنوان “من الدروب إلى سماء الحرية”، التي جمعها الصحفي والكاتب مصطفى ايت موهوب”طفولته ومساره النضالي وتفاصيل كثيرة حول قضايا تاريخية مهمة”.
المذكرات الصادرة شهر فبراير المنصرم عن دار النسر “رافار”، متواجدة حاليا باللغتين العربية والفرنسية بمكتبات الجزائر العاصمة حسب ما صرح به لـ”الشعب”مصطفى أيت موهوب “.
أوضح أيت موهوب، ان المجاهد سي الطاهر، تناول في الفصول الاولى من مذكراته”طفولته في إحدى قرى منطقة القبائل في الأربعينيات، ووعيه بالمسألة الوطنية في ظل نظام الإقصاء الذي أقامه الاستعمار.
ولد المجاهد سي الطاهر بوزغوب، بقرية إلماين بولاية برج بوعريرج في 1937 تتلمذ على أيدي الشيخ العلامة الطاهر آيت علجت، بزاوية سيدي يحي العيذلي، بتمقرة، ثم التحق بجامعة الزيتونة بتونس لينخرط في الثورة بالولاية التاريخية الأولى”.
يستعيد المجاهد بوزغبوب، يضيف الصحفي والكاتب ايت موهوب، “ذكريات رحلته إلى الزيتونة في تونس، والتزامه داخل جيش التحرير الوطني وعودته إلى الجزائر، للقتال من أجل الحرية في الولاية التاريخية الأولى”.
وتصبح قصته حسب أيت موهوب، “ثمينة في جزئها المخصص لأزمة هذه الولاية وعواقب زيارة العقيد عميروش، ويقدم تفاصيل قيمة حول النهج الذي دعت إليه لجنة التنسيق والتنفيذ في حل هذه الأزمة”.
طيار جزائري حارب فرنسا الاستعمارية والكيان الصهيوني
وخصص يقول الصحفي “فصلا آخر من المذكرات للتدريب العسكري، الذي قرره مؤتمر الصومام، والذي استفاد منه المجاهد سي الطاهر، الذي كان من بين الطيارين الأوائل الذين شاركوا في إنشاء القوات الجوية للجيش الوطني الأفغاني”. كما أن مشاركة الأسطول الجوي الجزائري الشاب في الحرب العربية (1967-1973) ضد المحتل الصهيوني موجودة أيضًا في القائمة”.
وأشار ايت موهوب، إلى ان ” الرواية التي يقترحها محند الطاهر بوزغوب، في شكل مذكرات، تتماهى تماما مع الأحداث التي عاشها الجزائريون طيلة القرن الـ20، والتي رافقتها فترات من العنف الذي صاحب الوثبة التحررية للفاتح من نوفمبر 1954.
قال أيت موهوب، ان المجاهد بوزغوب، وجد”نفسه في خضم الحرب ضد الاستعمار في مدارس وكليات حربية متخصصة في تكوين الطيارين، وذلك في حلب (سوريا)، يوهان (الصين)، في معسكر الرشيد بالعراق ثم قير خيزيا (الاتحاد السوفياتي سابقا). ”
و”بعد عودته الى أرض الجزائر بعد الاستقلال كطيار حربي، عاود الكرة ليتجه الى كل من مصر وسوريا للمشاركة ضمن القوة الجوية الفتية للجيش الوطني الشعبي في حربي 1967 و1973 ضد المحتل الصهيوني”.
وتنذرح هذه المذكرات -يضيف الكاتب- ضمن المجهودات التي بذلها العديد ممن ساهموا في المسار التحرري، وذلك من أجل الحفاظ على ذاكرة هذه الأحداث الهامة والمؤسسة في تاريخ الجزائر والتي تخللت الكفاح المسلح لشعب تواق للحرية والانعتاق من الاستعمار”. يختم الصحفي ايت موهوب.