أحيت ولاية قالمة، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ68 لمعركة البسباسة ببلدية الدهوارة.
في هذا المكان ارتكب جيش المستعمر الفرنسي يوم 6 مارس 1956 مجزرة وحشية أباد فيها 365 شهيدا من المدنيين العزل في يوم واحد.
وقد أشرفت بالمناسبة والي الولاية، حورية عقون، مرفقة بالسلطات المدنية والعسكرية وممثلي منظمات الأسرة الثورية على تهيئة ساحة النصب التذكاري، الذي يحوي الجدارية الرخامية التي كتبت عليها أسماء الشهداء، الذين أبادتهم الآلة الاستعمارية الوحشية وأحرقت جثثهم دون شفقة ولا رحمة، والتي كانت بعدد أيام السنة وتضم أسماء الشيوخ والرجال والشباب والأطفال والنساء.
وقدم الأمين الولائي للمنظمة الوطنية المجاهدين، مسعود رقيق، بعين المكان ملخصا عن معركة البسباسة أبرز فيه بأن تلك المعركة “تجسد إحدى الملاحم البطولية للشعب الجزائري وجيش التحرير الوطني وفي الوقت نفسه تعتبر شاهدا على أبشع المجازر التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي بالجزائر”.
وذكر بأن الوحشية الاستعمارية ضد السكان العزل جاءت بعد الضربة الموجعة، التي وجهها جيش التحرير الوطني لفرنسا عشية تلك المعركة بعدما تمكن 80 عسكريا من الجزائريين، الذين كانوا مجندين في صفوف الجيش الفرنسي ضمن كتيبة تقع بين سوق أهراس ومدينة خميسة الأثرية بالولاية ذاتها من الالتحاق بصفوف جيش التحرير الوطني بالتنسيق مع مجاهدي المنطقة المدعمين بعشرين مسبلا.
وقد تمكن المجاهدون ومن بينهم العسكريون في الكتيبة الفرنسية الملتحقون بجيش التحرير الوطني، حسب المتحدث نفسه، من الاستيلاء على أسلحة وذخيرة حربية هامة من بينها 5 مدافع هاون ومدفعي بازوكا ومائة (100) بندقية حربية، وحوالي 50 رشاشا من مختلف الأنواع وعدد هائل من المسدسات والذخائر، إضافة إلى 12 مذياع استقبال وأجهزة إرسال محمولة على الظهر و6 أجهزة إرسال واستقبال.
وأضاف الأمين الولائي ، بأنه في صباح اليوم الموالي قام جيش الاحتلال الفرنسي بعملية تمشيط واسعة استعمل فيها 27 طائرة، 15 منها مروحية، وقنبل كل المشاتي التي لجأ إليها المجاهدون كما استغل رجوع السكان من سوق حمام النبائل ليجمعهم في مشتة البسباسة ويبيدهم بطريقة همجية.