دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الثلاثاء، بالجزائر العاصمة، إلى التمعن في دلالات وأبعاد ذكرى عيد النصر، من أجل تعميق الانتماء للوطن والمساهمة في بناء الجزائر الجديدة.
قال وزير المجاهدين، في ندوة تاريخية بقاعة المحاضرات بولابة الجزائر بعنوان” 19 مارس 1962/2024، نصر الأمس..وفاء اليوم”، أنّ إحياء الذكرى الثانية والستون لعيد النصر 19 مارس 1962 .. والتي تتزامن ونفحات شهر رمضان الفضيل سانحة عظيمة تستحضر من خلالها ذكريات خالدة في تاريخ أمتنا الوضيء الحافل بروائع البطولات، وأكرم المواقف وأنبل القيم لبنات وأبناء الجزائر البررة، الذين حطموا كبرياء الاستعمار ، مدركين بوعيهم المتوقد وحسهم المدني، أن التضحية والصمود والشهادة هي الثمن لنعيش أحرارا وأسيادا على أرضنا.”
وأثنى الوزير على كل الذين ضحوا منذ غرة نوفمبر 1954 ، بحياتهم لتحيا الجزائر حرة مستقلة، وقال:” هم أهل لإعتراف شعبنا البطل بالجميل. كما تتجه أبصارنا إلى مجاهدينا الأمجاد وإلى كل من تعاطف وتضامن وناصر قضيتنا العادلة”.
أبرز ربيقة، أهمية هذا الحدث التاريخي العظيم باعتباره ” فرصة تتجدد لاستحضار المعاني، التي يمثلها هذا اليوم في سيرة ماضينا المجيد، ومسيرة ثورتنا التليد، لترسخ من خلاله المعاني العميقة التي يحملها هذا اليوم في فؤادنا وضمائرنا، بما يعطي معنى لوجودنا ولأعمالنا في كنف الوفاء للمبادئ والقيم التي سار عليها الأولون”.
وأشاد الوزير، “في كلمته بدور الشعب الجزائري في تحالفه مع الثورة في نسيج واحد والإدارة السياسية والعسكرية العبقرية لقادة الثورة الأشاوس في أساليب المواجهة ضد الاستدمار، وتوظيف المكون الوجداني لعقيدة المجتمع والالتفاف حول المبادئ الاسلامية، والهوية الوطنية الضاربة في أعماق التاريخ، واستثمار الدبلوماسية الجزائرية بشكل مهاري هي العناصر المشكلة لشيفرة النصر المبين المحقق”، أضاف ربيقة.
وزير المجاهدين وذوي الحقوق، نوه بالدروس المستفادة من ذكرى عيد النصر، وذكر في هذا الصدد برسالة رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، للشعب الجزائري بمناسبة الذكرى الـ 61 لعيد النصر 2023 “.
وقال:” إن هذه الذكرى تندرج ضمن الأيام الوطنية الخالدة، التي صنع فيها هذا الشعب العظيم أمجادا وملاحم تاريخية عظيمة ستظل متجذرة في وجدانه، لتذكي في نفوسنا النخوة وتقوي اللحمة الوطنية والروابط بالوطن وتزرع في ضمير الأمة الاعتزاز بروح النضال والمقاومة، التي ترسخت لدى أبناء أرض الجزائر الزكية وعبر الأجيال المتعاقبة .”
من جهته أكد والي ولاية العاصمة، محمد عبد النور رابحي، على أن الاحتفال بالمناسبات التاريخية البارزة “دليل قاطع على الإرتباط الوجداني للجزائريين بالكفاح، الذي خاضه الآباء والأجداد دفاعا عن الأرض والحرية والسيادة”.
وجدد العزم على “المساهمة في بناء جزائر قوية بإعادة الإعتبار لقيمة العلم والجهد والعمل والسعي لخدمة بلادنا وإعلاء رايتها وفاء لتضحيات الشهداء”.
من جهة أخرى تميزت الندوة التاريخية–التي جرت بحضور ممثلي السلطات المحلية لولاية الجزائر والتنظيمات الوطنية للأسرة الثورية وعدد من نواب البرلمان بغرفتيه وفعاليات المجتمع المدني– بتقديم شهادات حية لمجاهدين ومداخلات من طرف أساتذة جامعيين تمحورت حول المغزى من إحياء هذه الذكرى.
تجدر الاشارة الى أن وزير المجاهدين كان قد أشرف برفقة والي ولاية الجزائر على التدشين الرسمي لنصب تذكاري بساحة المقاومة ببلدية الجزائر الوسطى، حيث وضع إكليل من الزهور وقراءة فاتحة الكتاب ترحما على أرواح الشهداء.
يذكر بأن الجزائر العاصمة تحتضن الاحتفالات الرسمية المخلدة للذكرى ال62 لعيد النصر بشعار “تضحية، نصر و وفاء”.