أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الإثنين، أن عيد النصر هو “تكريس” لتضحيات كل الجزائريين منذ أن وطأت أقدام المستعمر أرض الجزائر.
قال ربيقة، لدى نزوله ضيفا على منتدى القناة الاولى للإذاعة الجزائرية، بأن “عيد النصر 19 مارس الذي نحيي غدا ذكراه الـ62 بشعار “تضحية، نصر ووفاء” هو تكريس لتضحيات كل الجزائريين ليس فقط مند انطلاق الثورة التحريرية بل منذ أن وطأت أقدام المستعمر أرض الجزائر والى غاية وقف إطلاق النار”.
وأضاف أن ولاية الجزائر”ستحتضن الفعاليات الرسمية المخلدة لهذه الذكرى من خلال برامج علمية وثقافية وفنية وأعمال جوارية لفائدة الاطفال والشباب ورحلات إلى الأماكن التاريخية والمتاحف، حفاظا على أواصر التواصل بين الاجيال وعلى الذاكرة الوطنية”.
ومن جهة أخرى، بخصوص برنامج الاحتفال بالذكرى الـ70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، حرص ربيقة، على التأكيد بأنه “ينبغي احياءها بالكثير من العناية انطلاقا من الأهمية القصوى التي يوليها رئيس الجمهورية لملف الذاكرة الوطنية”.
في هذا الصدد، ذكر الوزير بتنصيب اللجنة الوطنية لتحضير الاحتفالات المخلدة للذكرى والتي تضم 16 قطاعا وزاريا وتتولى أمانتها الفنية، وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
أبرز أن الاحتفالية بهذه الذكرى التي “ستنطلق في أول نوفمبر 2024 وتدوم إلى غاية أول نوفمبر 2025 ، تتطلب تجسيد أعمال ضخمة تليق بتاريخ أول نوفمبر وبعظمته وتفي بتضحيات الشهداء وتخلد ذاكرتهم وتعزز القيم السامية للثورة لدى الأجيال الناشئة”.
كما لم يفوت ذات المسؤول الفرصة ليذكر بأن التحضيرات الأولية لإحياء المناسبة كانت قد انطلقت بالاعلان عن مسابقة وطنية لتصميم الشارة الرسمية المخلدة للذكرى، التي تلقت اللجنة المشرفة عليها 111 عملا ورد عن شباب جزائري من داخل البلاد وخارجها وعن مؤسسات ناشئة ووكالات إتصال جزائرية مختصة.
وفيما تعلق بكتابة التاريخ، أكد ربيقة، بأن الموضوع يعد “استراتيجيا بالنسبة للدولة الجزائرية ويعرف منحى متنامي في الطرح”.
وأشار الى أن الحكومة وبتوجيهات من رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، “كلفت مؤخرا المركز الوطني للدراسات والبحث في المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954، بإنشاء بنك رقمي للمعلومات حول التاريخ الوطني المرتبط بهذه المراحل الثلاثة وبحث واستغلال الوثائق والأرشيف المتعلق بالتراث التاريخي والثقافي لهذه المراحل، على الصعيدين الوطني والدولي”.
وأشار إلى توسيع مهام المركز، الذي غيرت تسميته بإضافة عبارة “المقاومة الشعبية”، وذلك حسب مرسوم تنفيذي صدر في العدد الأخير من الجريدة الرسمية، حيث كلف، زيادة على المهام المحددة في المادة 7 من المرسوم التنفيذي الصادر في 2011، بإعداد برامج البحث العلمي والتطوير التكنولوجي في ميادين الدراسات والبحث في الذاكرة الوطنية المرتبطة بالمقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954.
توجيهات رئيس الجمهورية تحمل رؤية متبصرة لقضايا الذاكرة الوطنية
أكد وزير المجاهدين و ذوي الحقوق، العيد ربيقة، بأن كل التوجيهات التي تضمنتها رسائل رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في مختلف المناسبات التاريخية والأعياد الوطنية، تحمل رؤية متبصرة لقضايا الذاكرة الوطنية وتبليغ رسالة الشهداء”.
في تصريح ل /وأج عشية الاحتفال بالذكرى الـ62 لعيد النصر، أوضح ربيقة ،أن “كل التوجيهات التي تضمنتها رسائل رئيس الجمهورية في مختلف المناسبات والأيام التاريخية والأعياد الوطنية، اشتملت على رؤية متبصرة لما يجب أن تكون عليه القضايا المرتبطة بالذاكرة الوطنية وتبليغ رسالة الشهداء”.
واعتبر الوزير، بأن الذاكرة الوطنية هي”الاسمنت المسلح الذي يعزز اللحمة الشعبية وتماسك الجبهة الداخلية لأمتنا ويؤصلها بكل اعتزاز وفخر لذاتها و بتضحيات نسائها ورجالها”.
وعن ذكرى عيد النصر، قال ربيقة، بأن الجزائر “أولت لهذا اليوم ما يستحقه من مظاهر الاحتفاء والتبجيل واستذكار المعاني التي يجسدها، وهي المعاني التي تتجاوز المناسبة و تحقق الوفاء للمبادئ والقيم والمسالك التي رسمتها ثورة نوفمبر 1954 والتي كانت تتويجا لنضال السلف وكفاحه، الذي لم يخب و لم يهدأ منذ 1830″.
وتابع قائلا:”لا يخامر أي جزائري و جزائرية، الخصوصية التي يتميز بها عيد النصر، والمستمدة من طبيعة الرحلة الشاقة والتضحيات الجسيمة، التي تكبدتها الأمة في كل شبر من ترابها وحتى في ديار الغربة للوصول إلى النتيجة المرجوة”.
أكد ربيقة، بأن الوفاء لرسالة نوفمبر “لا يقتصر على التمجيد النظري أو استحضار المناسبات وتراث وأمجاد تلك المرحلة وبطولات ومآثر صناعها، بل الوفاء– مثلما قال– هو أن نعتمد على ذلك المعين الزاخر في رسم محددات الواجبات التي نقوم بإنجازها في الراهن أو نخطط لإنجازها في المستقبل”.
وخلص وزير المجاهدين، الى التأكيد بأن “الجزائر الجديدة، تولي بقيادة رئيس الجمهورية، أهمية بالغة لتاريخنا الوطني ورفع الوعي به إلى مستوى التفكر والتأمل، وإعمال العقل في فهمه ودراسته باعتباره قيم ومبادئ راسخة، تعد المعين الذي لا ينضب في صناعة المستقبل المشرق.