أحيت، ولاية بومرداس، أمس الثلاثاء، الذكرى الـ62 لعيد النصر المصادف لـ19 مارس من كل سنة، تاريخ إعلان وقف إطلاق النار.
جاء هذا اليوم تتويجا لاتفاقيات إيفيان الطويلة والشاقة بين الوفدين الجزائري والفرنسي، تمهيدا لإجراء الاستفتاء الشعبي لتقرير المصير وتحقيق الاستقلال المنشود بتاريخ 5 جويلية 1962 بعد 132 سنة من الاستعمار الاستيطاني والقمع الممنهج والمجازر الوحشية، التي مازالت راسخة في الذاكرة الوطنية.
أشرفت والي ولاية بومرداس، فوزية نعامة، على مراسم إحياء مناسبة عيد النصر الذي شمل أنشطة فكرية ومعارض، إلى جانب تقديم مداخلات عن هذا الحدث التاريخي الهام أو المحطة المفصلية التي فصلت بين مرحلتين هامتين من تاريخ الثورة التحريرية المجيدة إلى مرحلة الإعداد والاستعداد لتاريخ تقرير المصير والاستفتاء الشعبي بقيادة الحكومة المؤقتة بزعامة عبد الرحمان فارس، أو حكومة روشي نوار، التي كان مقرها ببومرداس.
كان هذا المعلم التاريخي الهام، الى جانب المتحف الخاص، محل زيارة الوفد الولائي من أجل الاطلاع على أهم الصور والوثائق التي تؤرخ لنشاط الحكومة ودورها الكبير في عملية التنسيق والتحضير لموعد الاستفتاء.
نظمت كل من جامعة بومرداس ومديرية المجاهدين أنشطة بالمناسبة، شملت مداخلات ومعارض بالمكتبة الرئيسية وأخرى داخل الحرم الجامعي بهدف التعريف أكثر بأهمية هذه المحطة التاريخية الكبرى لدى الطلبة وغرس ثقافة الاعتراف والتقدير للجيل السابق من الرواد وقادة ثورة التحرير وأغلبهم من الطبقة المثقفة والطلبة، الذين فضلوا الاستشهاد على مقاعد الدراسة.
يبقى يوم عيد النصر، بنظر الكثير من المؤرخين والمجاهدين، الذين عايشوا الحدث، رمزا للانتصارات الكبرى التي حققتها جبهة وجيش التحرير الوطني، الذي أرغم فرنسا رغم غطرستها المستمرة للجلوس إلى طاولة المفاوضات التاريخية، التي أفضت الى وقف إطلاق النار بتاريخ 19 مارس والدخول في مرحلة انتقالية وإنشاء الحكومة المؤقتة بمقتضى الباب الثالث من اتفاقية إيفيان التي أوكلت لها مهمة الإعداد لإجراء استفتاء تقرير المصير بتاريخ 2 جويلية 1962.
بومرداس..ز/ كمال