تناشد جمعية الجبل الأبيض لحماية وتخليد مآثر الثورة بولاية تبسة، السلطات العليا والمحلية التدخل لإنشاء معلم تذكاري يخلد ذكرى استشهاد أكثر من 300 شهيد سقطوا في معركة مع الاستعمار الفرنسي، في جوان سنة 1958 بين بلديتي بئر العاتر ونقرين.
عرفت تبسة معارك عديدة طيلة كفاحها ضد الاستعمار، وعدد المجاهدين والشهداء الذين سقطوا في سبيل تحرير الوطن شاهدا على قصة نضال دامت سنوات حتى نيل الاستقلال والحرية.
وقال المجاهد هنين محمـد المدعو “حمه”، رئيس جمعية الجبل الأبيض بتبسة التي تهتم بتاريخ الثورة الجزائرية لـ “ذاكرة الشعب”، إن الجمعية تطالب منذ حوالي 15 سنة بإنشاء معلم تذكاري لتخليد ذكرى شهداء سقطوا في معركة مع المستعمر الفرنسي دامت 3 أيام، حسب ما جاء على لسان من عايشوها، شارك فيها مئات المجاهدين من الولاية الرابعة التاريخية، التي تضم حاليا 20 ولاية إدارية.
وتعود وقائع المعركة، حسب “عمي حمه” إلى سنة 1958، أثناء عودة أكثر من 600 جزائري سيرا على الأقدام والدواب من تونس، حيث قطعوا حوالي 2000 كلم ذهابا وايابا من مدينة “المتلوي” التونسية مرورا بمدينة تمغزة.
ويروي المتحدث أن الجنود الجزائريين قصدوا الدخول للجزائر من الجهة الصحراوية مابين بلديتي بئر العاتر و نقرين، على اعتبار أن خطي شال وموريس لم يصلا بعد لهذه المنطقة في تلك الفترة، حيث دخل هؤلاء إلى الأراضي الجزائرية محملين بعدد كبير من الأسلحة لتوزيعها على المجاهدين، غير أنهم وقعوا في كمين فرنسي قُسّم على 3 قطاعات منها منطقة “سكياس” و”فوريس”، والمنطقة العلوية من نقرين.
وسقط في هذه المعركة التي دامت 3 أيام، حوالي 343 شهيدا و 75 جريحا نُقل معظمهم إلى تونس لتلقي العلاج، مع تسجيل خسائر بشرية ومادية معتبرة في صفوف العدو، حيث تمكن المجاهدون من اسقاط طائرات فرنسية في منطقة سكياس.
وقال رئيس جمعية الجبل الأبيض، إن قرار تشييد معلم تذكاري لـ 343 شهيد، جاء من أجل التأريخ لشهداء المنطقة، وأشار إلى أن بلدية نقرين استلامت حوالي 1000 متر في وقت سابق، إلا أن الوزارة الوصية لم تعطي الأهمية اللازمة لانجاز هذا الصرح التذكاري.
تبسة: سمية عليان