يؤكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة أن 2021 كانت عاما للذاكرة بإمتياز مثلما كان 2020 عاما لتشجيع كتابة تاريخ الثورة.
ويكشف في حوار لـ” ذاكرة الشعب” عن ملتقى وطني حول التفجيرات النووية يوم 13 فيفري2022، ودليلين تاريخين سياحيين وخريطة تاريخية سياحية، ثلاث مشاريع سينمائية كبرى، ويتحدث عن شهداء بدون قبور من بين الملفات المطروحة مع فرنسا.
مع نهاية السنة 2021 ، ما هو نصيب التاريخ والذاكرة من حصيلة هذه السنة؟
العيد ربيقة: كانت سنة 2021 سنة للذاكرة بامتياز مثلما كانت سنة 2020 كذلك والتي عرفت تلك العملية التاريخية التي بادر بها رئيس الجمهورية باسترجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية التي كانت مخزنة بالخارج، وإقراره ليوم 08 ماي من كل سنة، يوماً للذاكرة الوطنية، وإنشاء قناة تلفزيونية للذاكرة، وكلها قرارات هامة تم تجسيدها فعلياً ولاقت الإشادة من بنات وأبناء الشعب الجزائري والمختصين.
كانت تلك القرارات السديدة، وتلك الإرادة السياسية القوية دعما وسندا لقطاعنا الوزاري لمواصلة دعم المساهمات الجادة للإسهام في تشجيع كتابة تاريخ ثورتنا المجيدة، بالنظر لدوره في بناء وتعزيز منظومة القيم وبناء الشخصية وتعميق الهوية الوطنية، تماشيا مع ما يتضمنه الدستور أسمى قوانين البلاد في ما يخص حماية رموز الثورة التحريرية، وتأكيد واجب مؤسسات الدولة في العمل على ترقية كتابة التاريخ وتعليمه للأجيال الناشئة.
رئيس الجمهورية أولى ملف الذاكرة أهمية بالغة ولكل العناصر المتصلة به من التفجيرات النووية، و الأرشيف الوطني، وكذا استرجاع جماجم الشهداء مع الاهتمام بالجانب التوثيقي من السمعي البصري.
ذاكرة الجزائر مليئة بالأحداث والبطولات التي تمتد بجذورها في أعماق التاريخ ، انصهرت خلالها الشخصية الجزائرية وتشكلت بما تحمله من مقومات، و مكنتها من صون هويتها التي لا يمكن لأحد أن يتخطاها أو يتجاوزها .
إن الإهتمام بالذاكرة الوطنية في هذا الظرف بالذات واجب وطني مقدس، لا يقبل أية مساومة، لأجل صيانة شخصيتنا الوطنية، وتحصين الأجيال بالوعي التاريخي وضمان إستمرارية التواصل بين الأجيال.
نذكر أيضا بمجهودات وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق التي واكبت توجهات رئيس الجمهورية عملا بتوجيهاته ووفاءً بالتزاماته الـ 54، ضمن هذا المسعى الوطني الشريف وهو صون ذاكرتنا التاريخية، من خلال عديد النشاطات والتظاهرات التي عرفها القطاع هذه السنة على غرا : إحياء المحطات التاريخية المخلدة لرموز و أحداث فترة المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني، والتي شهدتها كل ولايات الجمهورية ، تسمية وإعادة تسمية المؤسسات والمباني والأماكن العمومية بأسماء الشهداء والمجاهدين المتوفين وأصدقاء الثورة الجزائرية.
الحملة الوطنية لإعادة دفن رفاة الشهداء التي انطلقت يوم 29 أكتوبر الماضي وهي متواصلة حيث ستعرف نهاية هذا الاسبوع تنظيم مراسم دفن رفات للشهداء بولاية تبسة ،تظاهرة متحف في حافلة و الذي عرف إقبالا لا مثيل له من كافة شرائح المجتمع ،قافلة الذاكرة الموجهة للشباب للتعرف على عديد المعالم والمواقع التاريخية، إنجاز سلسلة أمجاد الجزائر على البرايل الموجه لأصحاب التحديات البصرية .وغيرها من العمليات التي هي قيد التجسيد المرتبطة بتاريخنا المجيد.
هل من قرارات أو إجراءات جديدة بشأن الذاكرة؟
إن الرئيس منذ توليه مقاليد الحكم قد أعطى للذاكرة الوطنية حقها، عرفاناً منه بجسام التضحيات التي كابدها الشعب الجزائري في سبيل حريته واستقلاله، وإكراما لأرواح الشهداء وترسيخاً لقيم بيان أول نوفمبر 1954، وكان دوما حريصاً على صورة الجزائر الكبيرة بتاريخها، الكبيرة بمؤسساتها، الكبيرة برجالها الوطنيين المخلصين، وهو ما تجسّد في مختلف رسائله وفي لقائه الدوري خلال الأيام الماضية مع وسائل الإعلام.
لقد أفرد مخطط عمل الحكومة جانباً مهماً لمسألة الحفاظ على الذاكرة الوطنية، وتعزّزت فيه آليات صونها وتبليغ قيمها، وفي هذا الشأن فإن القطاع قد بادر بمجموعة من العمليات التي تروم بلوغ الأهداف المنشودة، من بينها الإنجازات التي نعمل على تجسيدها في إطار السنة التحضيرية للذكرى الستين لعيد الاستقلال والتي أذكر من بينها على سبيل المثال:
تم طبع وإعادة طبع الكتاب التاريخي من بينها ثلاث كتب تاريخية هامة بمناسبة الذكرى الستين لمظاهرات 17 اكتوبر 1961، وتم توزيعها بهذه المناسبة، وهي أعمال تتضمن وثائق هامة عن تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها المستعمر، وكذا تتحدث عن دور الجالية في ثورة التحرير الوطني.
تنظيم مسابقة وطنية لكتابة سيناريو ملحمة تاريخية كبرى توثّق المراحل التاريخية التي مرت بها الجزائر مع إبراز دورها الحضاري والريادي بين دول حوض المتوسط، والتركيز على مرحلة الاستقلال الذي شهدت الجزائر بعدها قيام دولة عمادها البناء والتشييد والوحدة الوطنية، والتي تم الإعلان عن الفائز خلال الاسبوع الماضي.
سنقوم بعدّة أعمال في مجالات متعدّدة لا سيما منها تلك المرتبطة بترسيخ ذاكرتنا الوطنية في أجيال الناشئة خلال هذه السنة والسنة القادمة، والتي سنعلن عنها في ندوة صحفية سيتم تحديد تاريخها لاحقاً.
للإشارة فقط فإن رئيس الجمهورية قد وجّه تعليمات للحكومة وكل الهيئات الرسمية وتنظيمات المجتمع المدني على ضرورة التنظيم الجيد للذكرى الستين لعيد الاستقلال، وقد تم إنشاء لجنة الاشراف على هذه الذكرى يترأسها الوزير الاول وبمشاركة مجموعة من القطاعات والهيئات.
من جهة أخرى، فإنّ الحكومة ضمن مخططها ستستكمل متابعة ملفات الذاكرة المتعلقة باسترجاع رفاة المقاومة الشعبية، والأرشيف الوطني، وتفجيرات والتجارب النووية بالصحراء الجزائرية، ومفقودي ثورة التحرير الوطني والملفات الأخرى المرتبطة بحالة المنفيين والـمهجرين، و”جميع أشكال الجرائم التي ارتكبتها فرنسا الاستعمارية بحق الشعب الجزائري”.
وفي هذا المجال وضعنا خارطة طريق تتضمن ما يأتي: إقامة ملتقيات دولية ووطنية، وعقد ندوات تاريخية وأيام دراسية، تناقش إشكاليات أكاديمية تاريخية، بمشاركة مجاهدين وأساتذة جامعيين وباحثين، نعمل بشكل دوري على طبع أعمالها وتوزيعها بشكل واسع، وطبع و إعادة طبع و ترجمة الأعمال والدراسات والأبحاث التاريخية، تشجيع البحوث التاريخية الجادة بتثمين جهود الباحثين وفق مقاربات علمية تعتمد على الوقائع التاريخية والبحث الأكاديمي والبيانات الرقمية بخصوص المهجرين والمنفيين الجزائريين خلال الفترة الاستعمارية.
وأخرى تتعلّق بملف جرائم الاستعمار البغيض من 1830 إلى غاية 1962، مع التذكير أن كل الملفات المشار إليها سابقا ، قد أولتها وزارة المجاهدين و ذوي الحقوق عناية خاصة، من خلال أبحاث ودراسات وسلسلة ملتقيات وأيام دراسية خصتها للجرائم النكراء التي إرتكبها المستعمر في حق الجزائر أرضا و شعبا .
في فيفري ثلاث محطات تاريخية (ساقية سيدي يوسفـ التفجيرات النووية ويوم الشهيد) ماذا أعددتم لهذه الذكريات، وهل حضرتم ملفا تقنيا وعلميا عن الأضرار البيئية والبشرية لتعويض ضحايا هذه التفجيرات؟
التذكير بعمل اللجنة الوطنية لتحضير حفلات إحياء الأيام و الأعياد الوطنية، الممثلة لعديد القطاعات الوزارية و ممثلي الجمعيات والمنظمات الناشطة في المجال التاريخي، لضبط برامج كل المحطات التاريخية بما في ذلك تلك المذكورة أعلاه .
لا يختلف اثنان في أن الاستدمار في حدّ ذاته كفعل عمل إجرامي، لكن مع هذا فإنّ وزارة المجاهدين وذوي الحقوق تقوم عبر فرقة بحث مختصة على مستوى المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر 1954 بإحصاء جرائم الاستدمار والذي استباح كل الممارسات دون أن يتحلّى بأي وازع أخلاقي أو قانوني أو إنساني، فهي أفعال لا يمكن وصفها إلا بالجرائم ضد الإنسانية، والتي لم ولن يهمل التاريخ تسجيلها.
وأيضا كل المديريات الولائية للمجاهدين والمتاحف الجهوية والولائية للمجاهد تحيي مختلف الذكريات التي تتعلّق بالجرائم الاستدمارية التي عانى منها شعبنا في سبيل الخلاص من ربقة الاحتلال.
وزارة المجاهدين وذوي الحقوق من جهتها تعمل على وضع مقاربات علمية تعتمد على الوقائع التاريخية والبحث الأكاديمي والبيانات الرقمية ، تتعلّق بملف جرائم الاستعمار البغيض من 1830 إلى غاية 1962، و الاعتماد على الشهادات الحية خصوصا ما تعلق منه بملف التفجيرات النووية في الصحراء الجزائرية، والتي لا تزال آثاره على الانسان والبيئة والعمران.
وأعلن عن إقامة ملتقى وطني سيتطرق فيه الباحثون والعلماء إلى كل الجوانب المتعلقة بهذه الجريمة سيقام يوم 13 فيفري 2022، بمشاركة مجموعة من القطاعات.
بالنسبة لذكرى ساقية سيدي يوسف، ستشهد هذه السنة تنظيم نشاطات متميزة من بينها أن الجزائر ستزود مكتبة متحف الذاكرة المشتركة التونسية الجزائرية بغار الدماء بمجموعة من الاصدارات التاريخية الخاصة بالثورة التحريرية وذلك بالتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية .
هل هناك تنسيق مع فعاليات المجتمع المدني في ملفات معقدة، مثل مدفع بابا مرزوق المنهوب و هي ملفات تتطلب جهدا وبحثا وتعاونا؟.
التذكير باللقاءات الدورية التي باشر فيها القطاع مع فعاليات المجتمع المدني و الجمعيات ذات الصلة بالنشاط التاريخي للتشاور في عديد الملفات بما فيها ملفات الذاكرة .
التذكير بالندوة التاريخية المنعقدة على مستوى وزارة المجاهدين بتاريخ 05 أوت 2021، و بمشاركة مؤرخين و حقوقيين لتسليط الضوء على هذا الملف .
وزارة المجاهدين ترافق كل المجهودات تحت إشراف وزارة الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج لاسترجاع التراث التاريخي والثقافي المنهوب خلال الفترة الاستعمارية، ومن جهة أخرى التنسيق مع مختلف الدول الشقيقة والصديقة في هذا الشأن لاسترجاع ما يمكن استرجاعه من تراثنا.
كيف نعزز وجود التاريخ وتمفصلاته و الهوية و مخيالها في المنظومة التربوية ؟.
أبناؤنا اليوم و الأجيال المقبلة وراءها زخم ورصيد ثوري وإرث تاريخي عظيم في الوقت نفسه، لكن و في المقابل مساحة التعرضات للتحديات هي أيضا كبيرة، وعليه وحرصا على الحفاظ على ذاكرتنا علينا:
تفعيل جسور التواصل بين جيل الأمس و جيل اليوم، وتعبيد الطريق للحفاظ على الأجيال في ظل التحديات القائمة من خلال منظومة تربوية تاريخية مبنية على قاعدة صلبة عمودها هويتنا وتاريخنا الوطني.
العمل على توصيل قيم منهجنا الثوري للأجيال القادمة بالطريقة الصحيحة، لإنشاء أجيال متشبعة بالعزة القومية و الوعي الوطني، التأسيس لانخراط الناشئة في عملية الدفاع عن قيم ثورة نوفمبر ، عبر حملات وتظاهرات تاريخية تشارك فيها الناشئة، لاسيما خلال إحياء الأيام والأعياد الوطنية والتذكير بتضحيات الأجداد، لمواجهة الأفكار الإنهزامية والهدامة والمغرضة التي تمس شخصيتنا الوطنية و تاريخنا العظيم.
وفي هذا الشأن وزارة المجاهدين ضمن برنامجها للاحتفال بالذكرى الستين لعيد الاستقلال ستفسح المجال الواسع للشباب للاحتفال بهذه الذكرى على طريقتهم ووفق رؤيتهم لذاكرتهم وتاريخهم، وسيكون فيه الحظ الوافر فيه للتكنولوجيات الحديثة والرقمنة وميدان السمعي البصري.
أين وصلت الرقمنة في ملفات الذاكرة ؟
إن التطوّر التكنولوجي الهائل لعالمنا المعاصر، وانسياق شبابنا إليه يحتمّ علينا في الظروف الراهنة، السير نحو تطوير معالجتنا للملفات المتعلقة بالذاكرة التاريخية ، وفق مقاربات علمية اعتمادا على التكنولوجيات الحديثة
لكن و في المقابل ، ضرورة تحصين شبابنا من أي تأثير خارجي مهما كان نوعه ولا يتأتى ذلك في نظرنا إلاّ بالمحافظة على ذاكرتنا التاريخية وتحصين هويتنا الوطنية فذلك هو صمام الأمان والواقي الصلب والحاضن الفعّال للهوية الوطنية التي تستمد منها الناشئة والأجيال المتعاقبة قيم الوطنية والمواطنة الإيجابية.
المتاحف تعمل وفق نمط العادي رغم قرارات في تمديد توقيت نشاطها وفتحها أيام العطل، ما تعليقكم؟
المتحف هو الكتاب المفتوح للتعريف بتاريخنا الوطني ورموزنا ومختلف المراحل التي مر بها الشعب الجزائري أثناء فترة الاحتلال وأبرزهم المتحف الوطني للمجاهد، كما أن هناك متاحف أخرى جهوية وولائية تُعنى بموضوع حفظ الذاكرة والتعريف بتاريخنا المجيد من خلال الوثائق الموجودة ووثائق السمعي البصري التي أنجزتها وزارتنا العاكفة على ذلك، حتى تُبلّغ بالطريقة و الكيفية المناسبة عن ذووي الاختصاص.
التذكير بالنصوص القانونية الثمانية ، الصادرة هذه السنة المتضمنة تعيين أعضاء المجالس الإدارية للمتاحف الجهوية الستة للمجاهد و كذا المتحف الوطني للمجاهد ، ما من شأنه إعادة النظر في طريقة تسيير المؤسسات المتحفية التابعة للقطاع وفق الرؤية الجديدة للقطاع في مجال عمل المتاحف دور المجالس العلمية للمتاحف الجهوية والولائية و كذا المتحف الوطني للمجاهد في هذا الشأن.
جائحة كورونا الذي تسبب في تقليص عمل كل المرافق العمومية ، بما فيها المؤسسات المتحفية للمجاهد .
بعد مرور 60 سنة من استرجاع السيادة الوطنية، مازالت أسماء سفاحين تذكر كتسميات شوارع، رغم تسميتها بأسماء شهداء.. أين الخلل؟
اللجنة الوطنية واللجان الولائية للتسمية وإعادة التسمية عملت على إعادة تسمية كل المؤسسات والأماكن والمباني العمومية بأسماء الشهداء، أما قضية ذكر اسماء قديمة فنسبتها قليلة جدا، على سبيل المثال نجد كل الناس في الجزائر العاصمة تعرف نهج العربي بن مهيدي وليس “لاري ديزلي” وغيرها من الاسماء الاستعمارية التي تم محوها نهائيا.
أجدد التذكير أن الجزائر عرفانا منها بالخدمات الجليلة التي قدمها أصدقاء الثورة من الدول الصديقة والشقيقة قد أطلق أسمائهم على شوارع ومؤسسات وحدائق في المدن الجزائرية كان آخرها تسمية حديقة بالجزائر العاصمة باسم صديق الثورة الجزائري الغيطالي أنريكو ماتيي.
للجماعات المحلية، في التعريف بالرموز و الأحداث التاريخية المسمى عليها الشوارع والمرافق ، من خلال إعداد نبذة تاريخية لكل رمز شهيد أو مجاهد متوفي أو صديق الثورة وكذا وإحياء ذكرياتهم مما يرسخ الثقافة التاريخية للساكنة .
الإعتماد على التقنيات الحديثة في مجال إطلاق التسميات، بإستعمال لوحات إلكترونية
و إختيار أماكن تليق بهؤلاء المسمى عليه(رمزا ـ حدثا ).
التذكير بالحملة الوطنية للتسمية أو إعادة التسمية التي سينطلق فيها القطاع بالتنسيق مع القطاعات المعنية ، بمناسبة إحياء الذكرى الـ 60 لعيد الإستقلال، لا سيما بمختلف الصيغ والبرامج السكنية على مستوى المدن الجديدة و الأقطاب السكنية عبر الولايات .
التذكير بالحملة الوطنية لإعادة دفن الشهداء.
شهداء بدون قبور، حتى اليوم… ما تعليقكم؟
هي جريمة أخرى من جرائم الإستعمار ، و هنا نتحدث عن المفقودين ممن أحرقوا ولآخرون رميت بجثثهم في الأنهار والوديان، نتحدث أيضا عن المقابر الجماعية و المحارق ، وهو من بين الملفات التي تم طرحها للنقاش خلال كل المراحل حول ملفات الذاكرة مع الجانب الفرنسي.
السياحة التاريخية في المشهد الجزائري، متى نراها مجسدة؟
للسياحة التاريخية أهمية خاصة والجزائر تتوفر على موروث سياحي متنوع لاسيما بالنظر لتاريخها المشرف والحافل بالبطولات، مما يستدعي ترسيخه لدى الأجيال الصاعدة والتعريف به للحفاظ على الذاكرة المشتركة.
بالنسبة لقطاع المجاهدين و ذوي الحقوق، فإن السياحة التاريخية واردة في كل برمجنا المتعلقة بالشطر المرتبط بالتراث التاريخي والثقافي، وذلك من خلال إيلاء العناية و الإهتمام بالمعالم والمواقع التاريخية، صيانتها ترميمها والتعريف بها .
قطاعنا بصدد انجاز أطلس ودليل تاريخين سياحين، وخريطة تاريخية سياحية وسيكون هذا العمل لبنة ستعزز السياحة التاريخية والثقافية ويروج لها خاصة ان الجزائر مقبلة على احتضان فعاليات ألعاب البحر الابيض المتوسط التي ستحتضنها ولاية وهران خلال نهاية جوان وبداية جويلية.
الجزائر ستحتفل يوم 05 جويلية 2022 ، بمرور 60 سنة على استقلال الجزائر، وهي فرصة سانحة لإنجاز العديد من الأعمال التي لها صلة بالترويج لتاريخنا، كما أنها فرصة لإنجاز موسوعة تاريخ الجزائر باعتبارها ضمن أهدافنا الضخمة المسطرة الذي يتكفل به المركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية.
التذكير بأهمية المعالم التاريخية التي تبين للجزائريين مدى التعذيب الذي تعرض له الشهداء في المحتشدات والمراكز التي خصصها المستدمر الفرنسي لذلك، ولابد من التعريف بها والترويج للذاكرة من خلال إدراج هذه المعالم في المسارات السياحية، بإعداد دليل وطني متنوع من المعالم السياحية والدينية والثقافية وغيرها، باعتباره عمل ضخم في طور الإنجاز.
التذكير بقوافل الذاكرة ، التي باشر بها قطاعنا الوزاري على مستوى كل الولايات ،وذلك ببرمجة رحلات سياحية عبر المعالم التاريخية للتعريف بثراتنا التاريخي و الموجه للشباب من طلبة جامعيين و متمدرسين و أطفال ، إلى جانب رحلات أخرى موجهة لآبائنا و أمهاتنا المجاهدين و المجاهدين لا سيما خلال فترة تواجدهم بمراكز الراحة للمجاهدين .
للسينما دور مهم في التوثيق التاريخي، هل هناك مشاريع جديدة في هذا الباب؟
لقد كانت السينما دائما المعبرة عن الأحداث الجسام في تاريخ الشعوب، والسينما التاريخية الجزائرية ، هي الأخرى ساهمت بشكل كبير في تجسيد معاناة شعبينا الأبي خلال الفترة الإستعمارية من المقاومة الشعبية و الحركة الوطنية وثورة التحرير الوطني من خلال أعمال تلفزيونية و سينمائية خالدة.
ضمن هذا المسعى ، هناك جانب جد مهم يتعلق بحفظ الذاكرة الوطنية من خلال مواصلة المجهودات التي قامت بها وزارة المجاهدين طيلة ثلاث سنوات تتمثل في الأعمال السمعية البصرية، مع ثلاث مشاريع كبرى تختص بشهداء محمد بوقرة والسي الحواس وعميروش، كونها أعمال مطروحة الآن، مع أعمال أخرى تتمثل في توثيق أعمال السمعي البصري تنفيذا لتوجيهات وتعليمات رئيس الجمهورية، ونحن عاكفون على إنجازها في القريب العاجل.
وزارة الجاهدين وذوي الحقوق أنتجت عدة أفلام تاريخية طويلة تسرد سير الشهداء والقادة الرموز، مثل مصطفى بن بولعيد، لطفي، كريم بلقاسم، كما أنتجنا 32 شريطا وثائقيا تم تسليمه للمؤسسة العمومية للتلفزيون والقنوات الخاصة المعتمدة، ووزعت على كامل القطاعات الوزارية والمؤسسات تحت الوصاية لعرضها.
ونهدف من وراء كل هذا إلى التعريف ببطولات هذا الشعب وتضحيات الشهداء والمجاهدين في سبيل استعادة استقلال واسترجاع السيادة الوطنية وإبراز ما كابده الشعب الجزائري من تضحيات في سبيل ذلك.
الإنطلاق في تجسيد أعمال توثيقية من خلال أشرطة وثائقية، بلمسة خاصة تتمثل في إشراك الشباب والأطفال حتى يبدعوا كون إمكانياتهم عالية.
إطلاق عديد المسابقات الوطنية تختص بالأعمال السمعية البصرية التاريخية بمناسبة التحضير للذكرى الستين لعيد الاستقلال 05 جويلية 1962/2022، أطلقناها على منصات التواصل الاجتماعي وفي الصفحة الرسمية للوزارة على الفيسبوك.
إسترجاع رفاة شهداء المقاومة الشعبية من بين الملفات الهامة لدى السلطات العليا
في ستينية الإستقلال، هل تتوقعون إستكمال إسترجاع رفاة شهداء المقاومة الشعبية من فرنسا؟
يعتبر هذا الملف من بين الملفات التي توليها السلطات العليا للبلاد اهمية خاصة، وأذكّر هنا بما قاله رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، بمناسبة اليوم الوطني للشهيد 18 فيفري 2020، في هذا الشأن، حيث قال: “إيمانا بتضحيات الشهداء التي نعيش بفضلها أحرارا، فإننا نعدهم أننا لن نتخلى عن محاسبة المستعمر على استرجاع ذاكرتنا ورفاة شهداءنا، شهداء المقاومات الشعبية التي مهدت الطريق لثورة نوفمبر المظفرة والمنتصرة”.
وهي كلمات واضحة وتعبير عن عرفان الأمّة لرسالة الشهداء الشّريفة، وتثميناً لرصيد تضحياتهم في مسيرة الحرية والاستقلال.
يعدّ ملف استرجاع جماجم شهداء المقاومة الشعبية من بين الملفات المرتبطة بالذاكرة التاريخية المطروحة مع الجانب الفرنسي، وقد كانت دائماً في صلب المباحثات المشتركة في إطار اللجنة الحكومية المشتركة رفيعة المستوى الجزائرية الفرنسية، مثلما هي أيضاً ضمن اللجنة المختصة التي تعمل وفق رؤى شاملة بشكل مستمر، حتى نتمكّن من استرجاعها ودفنها في أرض الوطن.