توفي المجاهد والوزير الأسبق، بوديسة صافي، المدعو “أحمد الماريكاني”، عن عمر ناهز 93 عاما، حسب وزارة المجاهدين وذوي الحقوق.
ولد الفقيد بتاريخ 02 أوت 1929 بولاية البيض، وانتقل والده برفقة أسرته ليستقر بمدينة البليدة نهاية الثلاثينيات، وبعد أن توفي والده وجد صافي بوديسة نفسه مجبرا على إعالة عائلته، خاصة بعد أن تعرض للطرد من المدرسة بسبب ضرب ابن كولون، اشتغل بائع برتقال بناحية بوفاريك وتعامل مع العسكر الأمريكيين والإنجليز بالقاعدة العسكرية لبوفاريك في الحرب العالمية الثانية، ما جعله يتقن اللغة الإنجليزية ويتكلمها بطلاقة، ليعرف بعدها باسم “أحمد الماريكاني”.
وانخرط المجاهد مبكرا كمناضل في الحركة الوطنية بناحية البليدة ثم بفرنسا. انتخب رئيسا لنقابة المهاجرين التي كانت تضم أكثر من ألف عامل، ونظرا لنشاطه المكثف، توبع وسجن ثلاث مرات ما بين 1951 و1952 بتهمة “النشاط السياسي المعادي لفرنسا”.
هرب المجاهد صافي بوديسة أحمد بن بلة وعلي محساس من سجن البليدة بعد كشف المنظمة الخاصة وإلقاء القبض على عدد من مؤسسيها والنشطاء التابعين لها.
ومع اندلاع الثورة التحريرية المظفرة، انخرط المجاهد صافي بوديسة في صفوفها حيث كلف بتجنيد أكبر عدد من المهاجرين، لا سيما الشباب في صفوف الثورة، خاصة أنه كان من الأعضاء المؤسسين لاتحاد العمال الجزائريين. وفي سنة 1958 تنقل إلى تونس ليعمل في أمانة وفد اتحاد العمال الجزائريين بتونس، حيث كانت له عدة نشاطات هناك.
وبعد الاستقلال، واصل الفقيد نشاطه في مرحلة إعادة البناء والتشييد، ليتم تعيينه سنة 1963 كوزير للعمل، كما قام بتأسيس تعاونية فلاحية بالبليدة شدت أنظار الوفد المرافق للرئيس الكوبي فيدال كاستور أثناء زيارته إلى الجزائر عام 1963.
وفي سنة 1965 اعتزل المجاهد والوزير الأسبق السياسة واستثمر في المجال الفلاحي ليستقر بعدها بمدينة تيارت وفيا لرسالة الشهداء متمسكا فخورا بأصالته إلى أن وافاه الأجل بعد مسيرة نضالية وثورية حافلة.
وتقدم مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالعلاقات الخارجية، السيد عبد الحفيظ علاهم، الثلاثاء، باسم رئاسة الجمهورية، بأصدق التعازي وأخلص عبارات المواساة إلى عائلة المجاهد والوزير الأسبق، بوديسة صافي.