أكد المجاهد منور صم ، مؤرخ وعميد كلية التاريخ سابقا أن، الطلبة الجزائريين أعطوا نفسا جديدا للكفاح المسلح إبان ثورة التحرير الوطني،مثلما كان لهم أثر واضح على عدة مجالات.
أوضح في تصريح لـ”ذاكرة الشعب”، على هامش الندوة التاريخية المنظمة بجامعة وهران 1أحمد بن بلة أن، إضراب الطلبة في 19ماي لم يكن مقتصرا على طلبة الثانويات فحسب، وإنما شمل طلبة المعاهد والجامعات من داخل وخارج الوطن، الذين لبوا بفخر واعتزاز كبيرين نداء منظمتهم الطلابية ونداء جيش وجبهة التحرير الوطنيين والتحقوا بصفوفهما.
وقال المتحدث باعتباره واحد من اللذين عايشوا الحدث التاريخي آنذاك: “في سبيل أن تحيا الجزائر حرة مستقلة، ثرنا على التقاليد التي أرادتها فرنسا لنا، وأعطينا دفعة جديدة وطنية للعمل الوطني الثوري”.
وأضاف أن الثورة نجحت في تحقيق الأهداف المرسومة بقيم وطنية حديثة عصرية وعلمية، وشباب اليوم، يفرض وجوده في كل الميادين، ولا يخشي عليه من المستقبل.
و دعا المجاهد منور، ذي الـ87سنة، هذه الفئة الواسعة من المجتمع، إلى إعلاء القيم الوطنية لبناء الجزائر، مذكّرا في الوقت نفسه بسيرة شباب جيله ومسيرتهم الحافلة بالبطولات والإنجازات، باعتباره واحدا من أهم الطلاب الذين أرسلتهم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى القاهرة بالمشرق العربي لإتمام الدراسة.
وأشار الى أنه، خلال اندلاع الثورة في أول نوفمبر، كان بسوريا الشقيقة لإتمام دراسته الثانوية ثم الجامعية، ليلتحق بعدها بإذاعة صوت العرب كمنشط لإذاعة الثورة الجزائرية التي تبث من العاصمة دمشق، رفقة الأستاذ محمد خمار ومحمد مهري ومحمد بوعروج وبو عبد الله غلام الله وغيرهم.
وأبرز في هذا الإطار، الدور الفاعل للطلبة وجهودهم الحثيثة للتعريف بالقضية الجزائرية، وتعبئة الجماهير لصالح الثورة الجزائرية وتدوينها.
وأشار المؤرخ إلى، عديد المهام التي قام بها في نفس الإطار بالصين الشعبية مع إخوان جزائريين من لوزان والمغرب، وتونس ليلتحق بعدها بالحدود المغربية الجزائرية، وبقي هناك سنة بالصحراء الجزائرية لإنجاز نفس المهمّة.