نظمت جمعية «الأيادي البيضاء» لولاية الجزائر،ندوة تاريخية لإحياء يوم الطالب المخلد للذكرى 66 لإضراب الطلبة الجزائريين والتحاقهم بالثورة التحريرية، بعنوان «نحن للمجد بناة»، وذلك بالمكتبة الوطنية الجزائرية، بمشاركة أساتذة ومجاهدين الذين عاشوا الحدث.
تحدث الكاتب والإعلامي محمد بوعزارة في مداخلته، عن أوضاع الجزائر بداية الثورة التحريرية ومحاولات تشكيك السلطات الاستعمارية في مصداقية الثورة والتفاف القوى الشعبية حولها.
وذكر بأوضاع مأسوية عاشها الجزائريون تحت نير الاستعمار، الذي حاول طمس الشخصية الوطنية، ونهب خيرات الجزائريين والعمل على تجهيلهم، بدليل العدد الضئيل من الذين تمكنوا من التعليم.
وأشار بوعزارة إلى، جهود الطبقة المتعلمة التي بادرت منذ 1919 بتأسيس تنظيمات، مثل جمعية الطلبة المسلمين لشمال إفريقيا، وهو ما اعتبره «ردا طبيعيا على كل من يحاول إنكار مقومات الجزائريين وتاريخهم العريق».
وأضاف أن، هذا الوعي ازداد بعد مجازر 8 ماي 1945، خاصة في صفوف الطلاب الذين تبنوا فكرة المطالبة بالاستقلال وانتزاعه باستعمال كل الوسائل.
وتطرق المحاضر لكل أشكال التقتيل والتعذيب، الذي تعرض له الطلاب الذين تركوا مقاعد الدراسة، وانضموا لصفوف الثوار.
وقدم المجاهد محمد صغير بلعلام، الذي كان ضمن الطلبة الذين تركوا الدراسة والتحقوا بصفوف جيش التحرير، شهادته حول دور الطلبة قبل البيان الذي صدر في 1956 للالتحاق بالثورة.
وذكر أن الكثير من الطلبة سواء في الجزائر أو الذين كانوا يدرسون في الخارج، استجابوا للنداء وتركوا مقاعد الدراسة والتحقوا بصفوف جيش التحرير الوطني، كدليل قاطع عن وقوف كل الشعب الجزائري مع جيش التحرير الوطني وعزمه على استرجاع السيادة الوطنية.
وعرض بالمناسبة شريط وثائقي تناول حيثيات إضراب الطلبة، وقرار التحاق الطلبة بصفوف الثوار.
وبالمناسبة، كرم العلامة والمجاهد الطاهر آيت علجت الذي لم يحضر التكريم بسبب كبر سنّه ومعاناته من المرض، و ثلاثة مجاهدين ممن غادروا مقاعد الدراسة في ماي 1956 ، والتحقوا بصفوف الثورة وهم الصالح الصديق، محمد الصغير بلعلام وأيضا مريم حارم.