حثّ مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، الأجيال الصاعدة على الاقتداء بجيل نوفمبر الذي كتب تاريخ الجزائر بأحرف من ذهب، واستذكر ليلة 25 أكتوبر 1954، حين التقى الإخوة الستة واتفقوا على صيغة بيان أول نوفمبر.
نظم تجمع ضخم شارك فيه شباب قدموا من مختلف ولايات الوطن، بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ 68 لاندلاع ثورة أول نوفمبر المجيدة، بحضور وزير المجاهدين وذوي الحقوق، ومستشار رئيس الجمهورية المكلف بملف الذاكرة والأرشيف الوطني، والمدير العام للمعهد الوطني للدراسات الاستراتيجية، ورئيسة المجلس الشعبي الولائي للجزائر العاصمة، والأمين العام لوزارة الشبيبة، ظهر أمس السبت.
واعتبر مستشار رئيس الجمهورية المكلف بالأرشيف والذاكرة الوطنية، عبد المجيد شيخي، هذا التجمع الشباني بمثابة محطة لتجديد العهد من أجل بناء الوطن ولم الشمل العربي.
وعبر شيخي عن أمله في أن يتمكن العرب من جمع كلمتهم، مثلما فعلها الشباب الجزائري بالأمس، فالمستقبل للوحدة وفقط.
وحددوا تاريخ ووقت اندلاع الثورة، وقال إنهم في تلك الليلة أدوا يمينا غليظة بأن عروتهم لن تنفك إلا بعد أن تكون الجزائر المستقلة، وأنهم لن يفشوا أسرار الاجتماع إلى أن يتوفاهم الله، وهو ما ثبتوا عليه على مدى الحياة.
وقال شيخي إن مثل هذه الصفات التي تحلى بها مخططو الثورة، هي ما جعل ثورة نوفمبر غير عادية وملهمة، وأصبحت درسا في الأخلاق والعظمة وقوة شعب ثائر لم تنته ثورته إلا بعد رفع العلم الوطني، وإرغام المستعمر على الجلوس على طاولة المفاوضات، وهو ما يدل دلالة عميقة على أن مؤسسي الثورة جسدوا التزام شباب واع بقضيته، قاد بلاده وشعبه إلى الاستقلال.
قال رئيس المجلس الأعلى للشباب، مصطفى حيداوي، خلال إشرافه على افتتاح هذه التظاهرة، إن تنظيم هذا التجمع يهدف إلى التعبير عن ارتباط شباب الاستقلال بتاريخيه العظيم، لاسيما باليوم الأغر الذي صدحت فيه الأصوات عاليا من أجل تفجير ثورة الأحرار.
وأكد حيداوي أن الجزائر اليوم، تعيش مناسبة كبيرة لما لها من رمزية في تاريخها المشرف المليء بالبطولات، وهو ما يجعل شبابها مرتبطا بتاريخه وبوطنه، ما يجعل من المناسبة “محطة وعي فارقة”.
قال: «شباب أمس تشرّب الوطنية في حركة وطنية صنعت مشهد الاستقلال لأبناء الجزائر بأيادي أولئك الذين آمنوا بهذه الساعة، وجسدوها بتضحيات جسام، ولعبوا الدور الذي كان عليهم أن يلعبوه، وهو المطلوب من شباب اليوم ليكون سيّد مستقبله”.
وأشار حيداوي إلى أن الشباب اليوم يتطلع إلى جزائر جديدة مبتكرة من خلال اقتصاد المعرفة حتى يندمج في الحركية التنموية والاقتصادية، ليبني وطنه متطورا ومزدهرا ويكون قيمة مضافة حقيقية وفعالة، ومواصلة نفس الرسالة التي حملها شباب البارحة.
ودعا الشباب إلى الاستلهام من أمجاد الأسلاف وحمل المشعل لبناء جزائر مزدهرة ومتقدمة على مختلف الأصعدة.
وأضاف أن تظاهرة رياض الفتح تأتي في إطار تجسيد البرنامج الاحتفالي الذي سطره المجلس لإحياء الذكرى الـ 68 لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر التي تتزامن هذه السنة مع احتضان الجزائر للقمة العربية يومي الفاتح والثاني نوفمبر القادم.
للإشارة، عرفت التظاهرة مشاركة عديد النوادي العلمية والبيئية والصيدلانية، إضافة إلى نشاطات ترفيهية نظمت بالمناسبة من طرف مديرية الشباب والرياضة لولاية الجزائر، إضافة إلى الكشافة الوطنية