أبرز المشاركون في يوم دراسي نظم، اليوم الأحد، بمتحف المجاهد لوهران الدور الكبير الذي أدته المدارس التي أنشأتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بغرب البلاد في ترسيخ الروح الوطنية والقيم الدينية وسط الشبان الجزائريين في مواجهة محاولات الاستعمار الفرنسي طمس الشخصية الجزائرية.
أشار المجاهد، الدكتور بلبوري سيد أحمد، أحد تلاميذ مدرسة “الفلاح” بوهران، التي أسستها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين إلى أن هذه الأخيرة أنشأت 185 مدرسة على المستوى الوطني وأقامت 39 مدرسة بمدن غرب البلاد أطرت حوالي 16 ألف تلميذا بينهم قرابة 5 آلاف بولاية وهران.
ونوه المتحدث خلال هذا اليوم الدراسي المنظم من طرف مديرية المجاهدين وذوي الحقوق، بالمستوى الرفيع للبرنامج التعليمي، الذي كان يدرس على مستوى هذه المدارس، والذي شمل 17 مادة علمية وأدبية ودينية وكان يفوق مستوى برنامج المدارس الفرنسية من حيث التنوع وعمق المحتوى، ما ساهم في تكوين جيل من الشباب الجزائري المتنور بالعلم والمتشبع بالقيم الدينية والوطنية.
وأكد بلبوري ، أن عدد كبير من خريجي مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، إلتحقوا بصفوف الثورة التحريرية المجيدة وتبوأ عدد منهم مناصب ومهام قيادية في جبهة وجيش التحرير الوطني، ومنهم المجاهد الإعلامي الراحل عيسى مسعودي، واستشهد عدد كبير منهم بينما اختار من بقي على قيد الحياة بعد الاستقلال مواصلة العمل التربوي.
ومن جهته أشاد نائب رئيس المجلس الشعبي الولائي لوهران، تشيكو بو حسون، بالدور الكبير الذي قامت به مدرسة الفلاح لمدينة وهران والتي أسسها عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، الشيخ السعيد زموشي، في 1937 بالتعاون مع مجموعة من أعيان وعلماء المدينة من بينهم الشيخ الطيب المهاجي، والشيخ ميلود المهاجي، وأشرف الإمام عبد الحميد ابن باديس على تدشينها في ثاني زيارة له إلى الولاية.
وأشار المتحدث، إلى تكاتف أعيان مدينة وهران آنذاك من أجل شراء المبنى الواقع بحي “المدينة الجديدة” وتحويله إلى مدرسة حرة حبا في اللغة العربية وغيرة على القيم الدينية، التي كان الاستعمار الفرنسي يحاول طمسها.
و أبرز الدكتور الصادق قاسم، من قسم التاريخ بجامعة وهران-1 “أحمد بن بلة”، الجهود الكبيرة التي بذلتها جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في سبيل بعث استعمال اللغة العربية في المجال العلمي والفكري، وترسيخ القيم الدينية من خلال إنشاء مؤسسات تربوية وإعلامية وثقافية عديدة وفتحها أمام الذكور والإناث من أبناء الجزائريين.
وأشار الباحث، إلى اهتمام مدراس الجمعية أيضا بتنمية القدرات الفنية للتلاميذ، عبر إنشاء فرق مسرحية ومجلات وصحف متنوعة بعضها كان تصدرها مدارس تابعة للجمعية شهريا.