أكد البروفيسور سعيدي مزيان، استاذ منتدب مكلف بتدريس التاريخ العسكري والإستيراتيجية العسكرية بالمدرسة العسكرية العليا للإعلام والإتصال بسيدي فرج، ورئيس المجلس العلمي للمتحف الوطني للمجاهد، ان الامير عبد القادر ، شخصية فذة زواج بين العمل السياسي والعسكري، ما أهله ليكون رجل دولة بإمتياز، أعاد بناء الدولة الجزائرية، كان له دور في إطفاء نار الفتنة في ديار الشام.
تطرق البروفيسور مزيان، في محاضرة تاريخية بعنوان:”الامير عبد القادر الجزائري في ميزان التاريخ 1808-1883، اليوم السبت، بالمعهد الوطني للدراسات الإستيراتيجية الشاملة، الى نسب الأمير والأبعاد القيادية والأسس العسكرية في مقاومته ومعالم الدولة الوطنية، وشدد على ضرورة تحديد المصطلحات وتصحيح المفاهيم، واشار في هذا الصدد الى ما تتداوله وسائط التواصل الاجتماعي التي تتهم الأمير بالخائن، وهذا نتيجة سوء فهمهم لمعاهدة الإستسلام.
أبرز المحاضر، ان الخصال القيادية للامير عبد القادر ،ظهرت عندما كان قائدا في صفوف جيش والده محي الدين، وشارك في معارك خنق النطاح الأولى 4ماي 1832، والثانية في 4جوان 1832،ومعركة برج رأس العين في الجهة الغربية من وهران ما جعله يبايع مرتين الأولى تحت شجرة الدرداء والثانية بمسجد سيدي حسان سابقا، في معسكر.
وأكد المؤرخ، ان الأمير عبد القادر ، نجح في 116 معركة منها 30 معركة كبرى منها معركة المقطع، خسر في معركة واحدة فقط تسمى واد السكاك مع الجنرال بيجو، وأشار الى ان مقاومة الأمير امتدت من وادي مزافران الى ما وراء نهر الملوية.
كان للأمير جيش تطوعي واخر نظامي، هذا الأخير وصل إلى 60 ألف جندي قسمه الى المشاة والفرسان، المدفعية او الطبجية، يضاف الى ذلك الحرس الأميري، قال المحاضر.
وأضاف ان الأمير سن قوانين لجيشه، وقد استلهم منه جيش التحرير الوطني وكانوا مولعون بمقاومة الأمير عبد القادر ، وقد سميت قانون الجيش المحمدي، واهتم بالموسيقى العسكرية، ووضع شروطا للتجنيد بالإعتماد على العنصر الجزائري فقط ، بإلغاء العنصر الكرغلي والتركي والمخزن، أنشأ الرتب والرواتب العسكرية، وكان يصرف على الأسرى من جيبه الخاص، بشهادة مصادر بريطانية.
إضافة إلى ذلك ، شجع الصناعة الحربية وإقامة مجموعة من الحصون، كخط دفاعي فاصل بين التل والصحراء ،حيث أسس ثلاث جبهات للقتال ما أخر توغل الفرنسيين نحو المناطق الداخلية، وأسس مصانع للأسلحة واعتمد أسلوب المباغتة وحرب العصابات في مواجهة التفوق الساحق للقوة الفرنسية.
وفي هذا الصدد قال البروفيسور سعيدي:” عبقرية الأمير عبد القادر، تجاوزت زمانه، وعاصمة الزمالة المتنقلة من عبقرية الأمير العسكرية “.
واشار المحاضر ، الى ان الأمير عمل على لم شمل الأمة مثلما عملت عليه الثورة.ومرتكزات دولته كانت تقوم على سبع وزارات، وكان له خاتما أميريا لإدارة الدولة وتعد الراية رمزا رئيسيا للدولة.
وأكد ان الأمير كانت له علاقات دبلوماسية مع الاسبان ، البرتغال، وبريطانيا، كان يخاطبهم باسم الدولة هي الجزائر.
وأضاف ان مقاومة الأمير كانت على أسس ثقافية فهو رجل مثقف وفيلسوف وكاتب.