استحضر العرض الملحمي الأول “مليكة لونة المجد”، سهرة الإثنين بدار الثقافة هواري بومدين لسطيف، كفاح الشهيدة مليكة قايد، منذ التحاقها بصفوف الثورة التحريرية في 1956 إلى غاية استشهادها بمنطقة مشدالة ولاية البويرة يوم 26 جوان 1958.
أستهل المخرج المسرحي، عيسى جيرار، هذا العمل الفني المنتج من طرف مديرية الثقافة لولاية سطيف، بالتنسيق مع جمعية التواصل للمسرح والموسيقى المحلية، بمناسبة إحياء ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر 1961 بمشهد يمجد نضال المرأة الجزائرية بصفة عامة من اجل حرية الجزائر من خلال حوار رمز المقاومة النسوية لالة فاطمة نسومر، مع أحد قادة جيش الاحتلال الفرنسي.
ينتقل مخرج العمل، الذي تابعه جمهور غفير مكون من السلطات المحلية والعديد من ممثلي الأسرة الثورية والمواطنين، الذين اكتظت بهم قاعة العروض الكبرى إلى كرونولوجيا أحداث الشابة الممرضة مليكة قايد، ومدى حبها للجزائر وكيف التحقت بالجبل في مشاهد جد مؤثرة تفاعل معها الحضور بتأثر شديد على مدار ساعة و5 دقائق من زمن هذا العرض.
اعتمد المخرج عيسى جيرار، في محاكاة مسيرة البطلة على 29 فنانا أبدعوا فوق الخشبة وجعلوا الحضور يعيش بكل جوارحه لحظة بلحظة مع أحداث الملحمة، التي أراد القائمون على قطاع الثقافة بسطيف إيصالها من خلال تدعيم إنتاج مثل هذه الأعمال، التي تخلد مآثر الثورة التحريرية وتعكس تضحيات الأبطال، حسب ما صرح به مدير الثقافة والفنون لولاية سطيف الفنان التشكيلي، الهاشمي عامر لواج.
على هامش هذا العرض الفني، أكدت رفيقة درب الشهيدة مليكة قايد المجاهدة، يمينة شراد، التي كانت زميلة الشهيدة لمدة أربع سنوات بمدرسة الممرضات بسطيف قبل التحاقهن بصفوف جيش التحرير الوطني في 1953 إلى 1956 بأن الشهيدة كانت طيلة سنوات الدراسة لا تتحدث إلا عن حب الجزائر وضرورة التضحية من أجل الحرية والإستقلال.
للتذكير، فان الشهيدة مليكة قايد، ولدت في أحد أحياء العاصمة، وبالضبط في حي بلكور “بلوزداد حاليا” عام 1933، زاولت دراستها بالمدرسة الابتدائية في 1939، ثم انتقلت إلى برج بوعريريج في 1942 أين نالت شهادة التعليم الابتدائي في 1947، كما تحصلت على شهادة في التمريض سنة 1953.
في 13 جوان 1955 تلقت اتصالا من طرف العقيد عميروش، وطلب منها الالتحاق بجنود جبهة التحرير فلبت النداء جندية ثائرة وممرضة ساهرة مضرب المثل في التضحية الوطنية الى أن استشهدت في 26 جوان 1958 بمنطقة مشدالة بولاية البويرة، وعمرها لم يتجاوز الـ23 سنة.