نظمت جمعية مشعل الشهيد بالتنسيق مع الجمعية الوطنية للصحفيين الجزائريين المتضامنين مع كفاح الشعب الصحراوي بالمتحف الوطني للمجاهد يوم 17 جويلية 2021, في اطار منتدى الذاكرة, وقفة عرفان بمناسبة الذكرى الـ103 لميلاد الزعيم الراحل و الرئيس السابق لجنوب افريقيا, نيلسون مانديلا, تحت شعار “مانديلا من الثورة التحريرية الى دعم حركات التحرر.. الصحراء الغربية نموذجا”.
أشاد وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة، في كلمة ألقاها نيابة عنه مدير التراث بالوزارة بنضال مانديلا، واصفا إياه برمز من رموز العالمية البارزة أمثال غاندي وغيرهم الذين صنعوا عزة وكرامة بلدانهم، والمربي والمناضل والفيلسوف الذي حارب نظام التمييز العنصري الأبرتايد ضد السود بجنوب إفريقيا.
ويضيف وزير المجاهدين أن مانديلا كان رمز التعذيب في غياهب السجون قضى فيها 27 سنة. كانت له علاقة صداقة مع الجزائر وكانت ثورة التحرير مصدر قوة وإلهام له.
استنكر ممثل الخارجية الجزائرية صالح قوشية بالتدخل المغربي السافر في الشؤون الداخلية للجزائر, و بالانزلاق الخطير للدبلوماسية المغربية بعد توزيع وثيقة رسمية على الدول الأعضاء في حركة عدم الانحياز يكرس محتواها “دعما ظاهرا وصريحا” للمغرب لما تزعم بأنه “حق تقرير المصير للشعب القبائلي”, مؤكدا أن الجزائر واحدة موحدة.
وقال سفير الجمهورية العربية الصحراوية بالجزائر عبد القادر طالب عمر، إن مانديلا قدم الدروس في كل الظروف والأوضاع وكيف يواجهون الإستعمار أمام قلة الوسائل، وأيضا عندما يصلون إلى الحكم كيف يظهرون التسامح والتعايش مع الحضارات، مشيرا إلى أن الجزائر مكة الثوار وما تزال في دعم قضايا التحرر.
ويضيف طالب عمر أن هذا الزعيم استقبل العديد من القادة الصحراويين وعمل بكل الطرق لإقناع نظام المخزن بتنظيم الإستفتاء. لكن المغرب، يقول عمر، عرقل كل الطرق السلمية وتخلى عن كل إلتزاماته.ويؤكد المتحدث أن الصحراويين سيواصلون كفاحهم، واستنكر الهجمات الدبلوماسية والاعلامية التي تعرضت لها الجزائر من المغرب.
في المقابل يبرز القائم بالأعمال بسفارة جنوب إفريقيا بالجزائر تقدير بلده للجزائر والمجهودات التي تبذلها في دعم القضايا العادلة، ويشيد بكفاح جبهة البوليزاريو من أجل إستقلال الأراضي الصحراوية.
وقدم السفير الجزائري السابق بجنوب إفريقيا نور الدين جودي شهادته حول مانديلا لأنه رافقه كمترجم سنة 1962 حين زار الجزائر بتكليف من الرئيس الراحل هواري بومدين، بحكم أنه كان يتقن اللغة الإنجليزية قائلا: “هذا اللقاء كان نقطة أساسية لتوسيع فكرة مانديلا عن الحركات التحررية”.
ويضيف: “اتصل مانديلا بقيادة جيش التحرير الوطني التي نصحته بتحضير القواعد الخلفية قرب جنوب إفريقيا قبل تكوين جيش” ، ويبرز أن جيش التحرير الوطني قام بإدماج العديد من مكافحي المؤتمر الوطني الإفريقي (الحزب الذي قاد كفاح الشعب الجنوب الإفريقي ضد التمييز العنصري) في مخيمات التدريب، إلى جانب مجاهدي جيش التحرير الوطني في الجزائر. وأنه ابتداء من سنة 1965, قدم العديد من مناضلي المؤتمر الوطني الإفريقي سرية إلى الجزائر لتلقي تدريبات عسكرية والعودة إلى جنوب إفريقيا لتنفيذ عمليات عسكرية. ويشير جودي فيما يخص موقفه من الصحراء الغربية أنه كانت عليه ضغوطات من عدة أطراف.
مانديلا استلهم تجربة الكفاح من الثورة الجزائرية
من جهته قال رئيس شبكة الصحفيين الداعمين للقضية الصحراوية مصطفى أيت موهوب إن مانديلا كان مشروع فكري مفتوح لابد من الإستلهام منه لمستقبل بلادنا. واعتبر ما قام به السفير المغربي في الأمم المتحدة بالتدخل في الشؤون الداخلية للجزائر بالتوجه إلى منطقة القبائل المعروفة بنضالها إبان الثورة التحريرية بأنه إنزلاق خطير للمغرب التي تستعمل كل الطرق للعدوان على جيرانها.
تطرق المتدخلون لنضال هذه الشخصية الإفريقية والعالمية في محاربة نظام الأبرتايد، والسنوات الطويلة التي قضاها في السجن وعلاقته بالجزائر التي بقي مرتبطا بها. وأكد المتدخلون على العلاقة المميزة التي كانت تجمع بين المناضل الرمز نيلسون موانديلا و الجزائر, وأن الراحل استلهم تجربة الكفاح من الثورة الجزائرية, التي كان يعتبرها النموذج الأقرب لنضال شعبه ضد سياسة التمييز العنصري “الأبارتايد”.
ويضيف المتدخلون على مواصلة النضال الى غاية تصفية اخر استعمار بالقارة الإفريقية و اقامة الجمهورية العربية الصحراوية على كامل أراضيها المحتلة, مبرزين المكانة التي كانت تحظى بها القضية الصحراوية لدى الزعيم نيلسون مانديلا. ولد الزعيم مانديلا يوم 18 جويلية 1918 وتوفي يوم 5 ديسمبر 2013، أعتقل سنة 1962 ليمكث في السجن 27 سنة قبل أن يطلق سراحه عام 1990. وفي ماي 1994 أصبح نيلسون مانديلا أول رئيس أسود لجنوب افريقيا وذلك إلى غاية جوان 1999، وفي عام 1993 حاز على جائزة نوبل للسلام.